حين تتحول موازنة دولة لمسرحية هزلية عن عرس لقططٍ تركت ممارسة الرذيلة في الأزقة فجعلته زواجًا جماعيًا شرعيًا / محمود أبو هلال

حين تتحول موازنة دولة لمسرحية هزلية عن عرس لقططٍ تركت ممارسة الرذيلة في الأزقة فجعلته زواجًا جماعيًا شرعيًا.
محمود أبو هلال

ملعونة هي الديموقراطية الاستيعابية التجميلية التي سمحت بكل هذا العدد من الممثلين، في عرض مسرحي مُتكرر، تسمح فيها الحكومة لأصدقائها بشتمها مقابل مكافأة قبضوها قبل المشهد الأول.
في المشهد الاول يتقدم النواب فرادى في وصلة ردح لا يدنس فيها سوى البرلمان “مجلس الشعب”. يترنحون ويتبجحون ويلقون بأقوالهم تحت قدرين: قِدر تأكل الحكومة منه وتطعم أنصارها، وقِدر يتواكل منه شعب كاد أن يربط على بطنه بحجر.
وحتى تكتمل المسرحية، لا بد وأن تكون هناك حكومة عاجزة لم يقتنع أعضاءها بأنهم بعيدون عن دور “الكومبارس” أيضا.
في المشهد الثاني تتقدم حكومة بمن يمثلها من “المايكرفون” لتلقي خطابًا “مفخّمًا” محمولاً على غيضٍ وتعالٍ واستغفالٍ في آن، مختزلة مشاكلنا السياسية والاقتصادية والبنيوية الخدماتية، وتبديد ثروات البلاد والفساد، وسنوات من عمر الدولة بتخفيض هزلي، لأشياء هزلية، في مشهد هزلي ضمن مسرحية هزلية، فتقوم حكومة دولة القانون والمؤسسات بتخفيض الضريبة على سلع كحالة انعاش سريع. وبعدها لن تغرق عمان في وقت كان من المفروض أن تكون في طليعة المدن، بعد مليارات من المنح والقروض، ومئات الملايين التي تم الاستيلاء عليها من جيوب المواطنين مقابل خدمات ستقدم لهم. وستزدهر الأسواق ويأتي الاستثمار لبلاد لم تعد متعثرة. الآن ستغدو بلادنا مزدهرة بالعمران، مشبعة بالمشاريع والاستثمارات الفيّاضة بالخدمات والخيرات بعد تخفيض الضريبة على “المحايات” لنمسح ما كتبته أيادينا المرتجفة بأقلام رصاص خُفضت عليها الضريبة أيضا..الله الله.. ما أسوأ هذا المشهد.
بدءًا من المشهد قبل الأول فالمئة يوم الأولى، فالستة أشهر التي تلتها، وصولاً للمشهد الاخير واللذي ينذر بولاية قادمة، لم تجد هذه الحكومة ما تعالج به النصوص فخنقتها، وأغلقت علينا حتى منافذ الحلم والرجاء.
بعد انتهاء المسرحية أو العرس الشرعي القططي الجماعي تيقنت الحكومة أن أسعار المحروقات والكهرباء، التي شكلت الى جانب فساد النهج والسياسة والإدارة والمال، سببًا مباشرًا لجنوحنا نحو التعاطي، فكان أن ألغت التوقيف الإداري عن المخدرات والمُخدِرين وأبقتها على المُخَدَرين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى