تصعيد إسرائيلي في الضفة:11 شهيدا… وتدمير واسع في طولكرم

#سواليف

بخلاف حالة مؤقتة من الهدوء النسبي سادت الضفة الغربية منذ مطلع شهر رمضان، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمات قاتلة بحق نشطاء ومواطنين فلسطينيين في كل من جنين وطولكرم ورام الله وبيت لحم.
وسقط 11 شهداء في أقل من 24 ساعة أربعة منهم في مخيم نور شمس الذي تعرض طوال ساعات ليل أمس الأول وحتى ما بعد الفجر الى واحدة من أوسع الهجمات الإسرائيلية العنيفة.
وآخر الشهداء في مخيم عقبة جبر عقبة جبر في مدينة أريحا جنوبي الضفة الغربية، الذي اقتحمه الاحتلال بعد أن اعتقل فلسطينيا وشقيقه.
وسبقت ذلك وفاة فلسطيني متأثرا بجراح أصيب بها أمس الأول الأربعاء جراء قصف إسرائيلي استهدف سيارة في جنين شمالي الضفة الغربية.
وقالت قناة الأقصى الفضائية: «استشهاد أحد قادة كتيبة جنين، محمد مأمون الحواشين (أبو شادي)، متأثرا بإصابته جراء قصف الاحتلال، مساء أمس الأول».
وفي وقت سابق، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن استلام طواقمه لشهيدين، محمد جبعاوي وعبد الله القيسي، من مخيم نور شمس وتم نقلهما إلى المستشفى، وهو ما رفع عدد شهداء المخيم إلى أربعة أشخاص.
وأكد الهلال الأحمر أن الحصيلة النهائية لاقتحام قوات الاحتلال مخيم نور شمس، أربعة شهداء، 2 جراء القصف و2 بالرصاص الحي، وإصابة شظايا القصف الوجه.
وقالت الجمعية إن طواقمها تمكنت من الدخول إلى مخيم نور شمس، بعد فترة طويلة من إصابة أول شهيدين في القصف، بسبب منع الاحتلال لها من الدخول، وتركهما ينزفان أكثر من ساعة ونصف ساعة، واستلمتهما من النقطة الطبية داخل المخيم.
وأفادت مصادر محلية أن الشهداء هم: إياد نضال كنوح، ونضال أبو عبيد، وارتقوا في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي في مخيم نور شمس، ومحمد جبعاوي وعبد الله القيسي برصاص الاحتلال.
وبعد عمليات قتل وقصف ودهم وتدمير واسع للبنية التحتية انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل جزئي من مخيم نور شمس بعد ساعات من اقتحامه.
وكانت طائرة مسيرة إسرائيلية قد أطلقت صاروخًا على شابين في حي المنشية في مخيم نور شمس، ليل أمس الأول، ادعت إذاعة جيش الاحتلال أنهما كانا يشكلان خطرًا على القوات على الأرض.
ونقلت مصادر محلية أن قوات الاحتلال دفعت بعشرات الآليات العسكرية بينها جرافات دي 9، التي بدأت بأعمال تجريف وتخريب للبنية التحتية في مخيم نور شمس، من بينها شارع السكة.
وقالت كتائب شهداء الأقصى – طولكرم إن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال وآلياتهم العسكرية المقتحمة لمخيم نور شمس من عدة محاور، بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعشرات الآليات والجنود مدينة طولكرم ومخيم نور شمس ودفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة من حاجز «تسانيعوز» غرب طولكرم باتجاه المدينة، من بينها جرافات مجنزرة.
وفرضت حصاراً على مخيم نور شمس إضافة إلى مستشفيات المدينة، ونشرت فرق القناصة في محيط المخيم وعلى أسطح المنازل.
كما شنت طائرات الاحتلال غارة في حارة المنشية داخل مخيم نور شمس، حيث شوهدت أعمدة اللهب تتصاعد من المكان.
وأطلق مقاومون صفارات الإنذار في مخيم نور الشمس، للتصدي لقوات الاحتلال بالتزامن مع إرسال قوات الاحتلال مزيداً من الجرافات للمنطقة، في ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في أجواء المدينة.
واستهدف مقاومون آليات الاحتلال عند دوار اليونس في المدينة بعبوات شديدة الانفجار، كما فجر مقاومون عدداً من العبوات الناسفة داخل مخيم نور شمس، تزامناً مع اندلاع اشتباكات عنيفة في المخيم.
وخلّفت قوات الاحتلال دمارا كبيرا في البنية التحتية في المخيم، حيث طالت الشوارع الرئيسية وممتلكات المواطنين العامة والخاصة وتحديدا الموجودة في ساحة المخيم وعلى طول شارع نابلس المحاذي لمدخله، الذي تعرض لتدمير كامل، وهو في الأساس المدخل الرئيسي للمخيم والمدينة الذي يربطها ببلداتها الشرقية وباقي محافظات الضفة.
وهدمت جرافة الاحتلال جزءا من أحد المنازل وسط مخيم نور شمس، يعود للمواطن سامر جابر والد الشهيد محمود جابر، والمطارد محمد جابر، وطالبت سكان حارة المنشية في المخيم عبر مكبرات الصوت بمغادرة منازلهم، دون معرفة الدوافع، وتركهم في العراء في الأجواء الباردة، وحولت عددا من المنازل إلى ثكنات عسكرية، في الوقت الذي قامت بإطلاق النار بشكل عشوائي على كل شيء متحرك. كما اقتحمت منازل المواطنين في جبل الصالحين وفتشتها وأخضعت سكانها للاستجواب.
وأضافت مصادر محلية أن جرافات الاحتلال قامت بتجريف محيط دوار اكتابا شرق المدينة، والشارع الجديد المقابل للمخيم وتدمير البنى التحتية، كما دمرت ميدان الشهيد سيف أبو لبدة المحاذي لمدخل المخيم والذي دمرته في اقتحام سابق. وجاء هذا الاقتحام تزامنا مع اقتحام واسع للمدينة من مدخليها الغربي والجنوبي، بأكثر من 50 آلية وجرافات ثقيلة، جابت شوارع المدينة الرئيسية ومحيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وشارع السكة وشارع نابلس المحاذي لمخيمي طولكرم ونور شمس.
وحلّقت طائرات الاستطلاع والتصوير في سماء المدينة ومخيماتها، وسط سماع إطلاق الأعيرة النارية بكثافة، وأصوات انفجارات.
وهذه هي المرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة التي يتعرض فيها الشارع للتجريف، حيث قامت قوات الاحتلال فجر اليوم بأعمال تدمير لبنيته التحتية.

40 عملية عسكرية

وحسب المحلل السياسي محمـد علان دراغمة فإنه ومنذ السابع من أكتوبر نفذ الجيش الإسرائيلي (40) عملية عسكرية في مخيمات الضفة الغربية، فيما العملية في مخيم نور شمس هي الثانية في المخيم منذ بداية شهر رمضان.
وكتبت «يديعوت أحرونوت» أن الجيش الإسرائيلي يدعي أن العمليات في المخيمات تتم بالاستناد لمعلومات استخبارية، وتهدف لإحباط نشاط مسلحين فلسطينيين، وتنفيذ اعتقالات واسعة، والكشف عن بنى تحتية إرهابية وجمع أسلحة، والكشف عن العبوات المزروعة في الشوارع، والبحث عن فتحات أنفاق أينما وجدت.
وقالت الصحيفة أن مخيم نور شمس يعتبر من أحد «مراكز الإرهاب» شمال الضفة الغربية، المسلحون في المخيم يحاكون عمل الكتائب التي تعمل في مخيم جنين.
وادعت أنه في المخيم أقام المسلحون غرفة مراقبة، ولديهم مخزون من الأسلحة، ويقومون بدفن العبوات الناسفة لتفجيرها في جنود الجيش الإسرائيلي خلال الاقتحامات.
وأثناء العملية في طولكرم كان الاف المواطنين الغاضبين يشيعون جثامين 3 شهداء، قضوا إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة، مركبة على أطراف مخيم جنين.
ونقلت جمعية الهلال الأحمر في جنين 3 شهداء على الأقل إلى مستشفى جنين الحكومي، فيما أصيب مواطن رابع بجروح وصفت بالخطيرة.
والشهداء هم: محمود بسام رحال (30 عاما)، وأحمد هاني بركات، ومحمد الفايد، وهما في العشرينات من عمرهما.
وأفاد مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر بأن جثماني شهيدين وصلا إلى المستشفى أشلاء متفحمة، حيث وجد الأطباء صعوبة في التعرف على هويتهما. وقالت إدارة مستشفى ابن سينا بأن جثمان شهيد وصل إلى المستشفى أشلاء، فيما وصلت إصابة وصفت بالخطيرة جراء القصف.
وقال شهود عيان إن طيران الاحتلال استهدف المركبة بصاروخين على الأقل، أثناء مرورها في الشارع المحاذي لمستشفى ابن سينا، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها. وأعلنت فصائل العمل الوطني في جنين الإضراب الشامل.

شهداء جنين

ونعت كتائب المقاومة في جنين، الشهداء محمد الفايد، ومحمود رحال، وأحمد بركات، وأكدت أن الشهيد بركات الملقب بـ «أبو الهاني» مطارد منذ سنوات ومنفذ عملية «حرميش» في مايو/أيار 2023، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنٍ.
وفي 30 مايو/أيار الماضي، نفذ الشهيد بركات عملية حرميش بعد أن استقل سيارة بيضاء تحمل لوحة ترخيص صفراء (إسرائيلية)، واقترب ببطء من سيارة سوداء استقلها المستوطن، وعندما أصبحت سيارة المستوطن مقابل السيارة التي استقلها الفلسطينيون، أُطلق النار عليه من مسافة قريبة، ثم انسحبت السيارة البيضاء من المكان.
وذكرت هيئة البث العبرية حينها أن المنفذين تجاوزوا سيارة المستوطن، وأوقفوا سيارتهم في وسط الشارع، وعندما مرت سيارة المستوطن بجوار سيارتهم أطلقوا النار عليه وانسحبوا من المكان، فيما واصل المستوطن القيادة لمدخل المستوطنة القريب، وفي جسده 7 أعيرة نارية.
حينها نقلت مصادر عبرية عن ضابط كبير في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال قوله: إن «عملية اليوم تختلف عن سابقاتها من عمليات إطلاق النار التي تتم من بعيد»، مشيرًا إلى أن «خلية منظمة تقف خلفها وخططت لها جيداً» .
وأظهرت تحقيقات لجيش الاحتلال أن المنفذين استخدموا بندقة من طراز «أم 16» (M16) لتنفيذ العملية، وانسحبوا شمالا باتجاه جنين.
أشار الضابط إلى أن «العملية تم تنفيذها عبر مركبة تجاوزت مركبة المستوطن وأمطرتها بوابل من الرصاص، حيث أصيب المستوطن مئير تماري، بجراح بالغة ما لبث أن فارق الحياة في المستشفى متأثراً بجراحه».
وتوعد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو شخصيًا بمحاسبة المنفذ الذي قتل المستوطن مئير تماري في مستوطنة ‘حرميش».
وفي 13 يونيو/حزيران 2023، أطلق مقاومون النار على مركبة مستوطنين ما أسفر عن إصابة 5 من المستوطنين والجنود إحداها بين متوسطة وخطيرة قرب قرية يعبد جنوب جنين.
عقب ذلك، اندلع اشتباك مسلح بين المقاومين وجيش الاحتلال الذي أكد إصابة 4 من جنوده بجراح في الاشتباك وقع أثناء انسحاب المقاومين.
وأثناء تشييع جثامين الشهداء الثلاثة أصيب عشرات الشبان برصاص الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، بعد إطلاقها النار على مسيرة خرجت في جنين تنديداً باغتيال قوات الاحتلال ثلاثة مقاومين بعد قصف مركبتهم في جنين.
وحسب مصادر محلية، فإنه قبل إدخال الشهداء الثلاثة الى مخيم جنين، خرجت مطالبات بعدم دفنهم إلا بعد إفراج السلطة الفلسطينية عن المقاومين المعتقلين في سجونها، للسماح لهم بتوديع أصدقائهم الشهداء.
وحسب شهود عيان فقد شهد محيط المقاطعة اشتباكات عنيفة وإطلاق نار كثيفا، ما أدى لانقطاع الكهرباء عن مقر المقاطعة ومحيطه.
وفي رام الله والبيرة، أصيب شاب برصاص الاحتلال خلال اقتحام حي أم الشرايط في مدينة البيرة أسفر عن إصابته إصابة خطيرة نقل بعدها إلى مستشفى رام الله «مجمع فلسطين الطبي»، قبل أن يعلن عن استشهاده لاحقًا.
وأعلنت وزارة الصحة استشهاد الشاب محمد نشأت صالحية (19 عاماً) برصاص الاحتلال في مدينة البيرة، صباح اليوم.

شهيد في بيت لحم

وفي بيت لحم، استشهد المواطن سامح محمد عبد الراعي زيتون (63 عاما) من مدينة الخليل، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب بيت لحم.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنه تم إبلاغهم عن استشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مستعمرة «العازر»، المقامة عنوة على أراضي المواطنين في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وعدم السماح لطواقم الإسعاف بالاقتراب أو نقل جثمانه.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال نقلت جثمان الشهيد في سيارة اسعاف اسرائيلية. في سياقٍ متصل، اعتدى جنود الاحتلال بشكل همجي على شاب عند شارع القدس في مدينة البيرة، وقاموا باعتقاله، واعتقلت قوات الاحتلال الشاب أحمد عزمي نوفل بعد اقتحام منزله في قرية رأس كركر غرب رام الله. وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة نابلس الجديدة واعتقلت الأسير المحرر عاصم الشامي بعد اقتحام منزله وتفتيشه والتخريب في محتوياته، واعتقلت الشاب كامل أبو زنط وصادرت مبلغا ماليا بعد اقتحام منزله في مدينة نابلس.
واستهدف مقاومون النقطة العسكرية المقامة على جبل جرزيم في نابلس بصليات من الرصاص وانسحبوا من المكان، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة يعبد جنوب غرب جنين، وداهمت عددا من الأحياء فيها.
وفي قلقيلية، أفادت مصادر محلية بأن عددا كبيرا من المركبات العسكرية اقتحمت المدينة من مدخلها الشرقي وسيرت آلياتها في عدد من أحياء المدينة. واقتحمت منطقة شارع الواد في قلقيلية، كما داهم جيش الاحتلال منزلا في حي النقار بالمدينة وعاث فيه خرابا.
وفي بيت لحم، ألقى الشباب المقاوم زجاجات حارقة باتجاه الشارع الاستيطاني قرب قرية حوسان غرب بيت لحم، وأطلق الاحتلال النار بكثافة.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية حوسان غرب بيت لحم، واعتقلت الفتيين سامي محمد حمامرة (16 عاما)، وبلال عوض حمامرة (18 عاما)، أثناء مرورهما في منطقة الشرفا على المدخل الشرقي للقرية.

مواجهات في الخليل

وفي الخليل، ألقى مقاومون قنابل محلية الصنع «أكواع» تجاه مستوطنة «كرمي تسور» المقامة على أراضي بيت أمر شمال الخليل.
كما استهدف الشبان المقاومون البرج العسكري عند مدخل مخيم العروب شمال الخليل بالزجاجات الحارقة.
واقتحمت قوات الاحتلال في مخيم العروب بالخليل، واعتقلت الشابين ظافر الجندي وبهاء جوابرة بعد دهم وتفتيش منزليهما في المخيم.
كما اعتقلت الأسير المحرر أبي أبو ماريا من منزله في بلدة بيت أمر شمال الخليل، علما أنه أفرج عنه ضمن صفقة التبادل الأخيرة.
كما اعتقل الاحتلال الشاب عمار سعيد عوض من منزله في بلدة بيت أمر، والشاب إبراهيم بسام البدارين من بلدة السموع جنوب الخليل.
وفي القدس المحتلة، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في حي كفر عقب شمال القدس المحتلة، كما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة جبل الشيخ في بلدة بدو شمال غرب القدس المحتلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى