يوميّات خائف كورونا (34)

يوميّات خائف كورونا (34)
كامل النصيرات

الشعور بالانتكاس يسيطر على الناس بعد فرح غامر بأصفار متتالية طيلة أسبوع وأكثر؛ وفجأة تنقلب الأصفار إلى أرقام غير معتادة..! هلع حقيقي . بل شعر الناس أنهم يعودون للمربع الأول. وأن ترتيباتهم للعيد قد طارت. وإشاعات كثيرة عبأت فضاءات المحظورين في بيوتهم؛ وامتلأ الفيس بوك بتضارب التحليلات الكاذبة والمعلومات الأكذب.

الناس مساكين بالفعل؛ ( كلمة تودّيهم وكلمة تجيبهم). يريدون الفرح بعد شهرين من الاختناق. كانوا يظنّون أنهم اجتازوا المحنة وصاروا يفكّرون بالكعك و ملابس العيد و (نمرة أرجل) أطفالهم. بل أن منهم من تهاوشوا على بنطلون مع قميص أم بنطلون مع بلوزة ؛ والصبايا أخذ تفكيرهنّ منحنىً آخر؛ فستان أحسن أم تنورة أو بنطلون؛ وتشاورن عبر الدردشات حول قصّة الشعر وخصوصاً بعد فتح صالونات السيدات..! ويا فرحة ما تمّت..!

حقيقةً أن المشاعر مختلطة ومتضاربة كالأفكار تماماً؛ فمن ناحية أنت تريد صحتك وتريد ألاّ يصيبك ويصبب أحبابك شيء ومن ناحية أخرى تريد أن ينتهي هذا الخنق وتريد أن تمارس عشقك للحياة وللأشياء التي تحبّها.! ويسكنك سؤال يظلّ يلحّ عليك دائماً: إذا لم يلتزم الآخرون؛ ما ذنبي أنا الملتزم من أول الحكاية إلى آخرها؟ ولكنك تعلم في قرارة أعماقك أنك واحد مرصوص في بنيان؛ وأي أصابة للبنيان تداعى بالسهر و الحمّى أو إذا لم تعبأ لا سمح الله؛ تداعى البنيان لا سمح الله أيضاً..!

لعلّ الأيام التي تسبق العيد تكون أكثر طمأنينة..لعلها تفتح بارقة أمل جديدة. لعلها تعيد شيئاً من الفرح المنتظر. لعلها تفتح قليلاً من الباب وشيئاً من الشارع وبعض وجوه من الأحباب ؛ بلا عدوى ولا خوف ولا كورونا..لعلها؛ لعلها..

يتبع…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى