إليك كل ما تريد معرفته عن الانتخابات الأميركية.. بدايتها وإعلان نتائجها وأهم الولايات الحاسمة فيها

سواليف

بعد كل الجدل والصخب الذي صاحب موسماً طويلاً شرساً من الحملات الانتخابية الأميركية، هاقد وصلنا إلى اليوم المنتظر الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 حيث يتلخص السباق في الإجابة عن السؤال التالي: مَن المرشح الذي سيتمكن من الفوز في عدد كافٍ من الولايات ليضمن لنفسه 270 صوتاً انتخابياً في المجمع الانتخابي؟ هكذا تساءلت النسخة البريطانية لـ:”هافينغتون بوست” في تقرير نشرته صباح اليوم الكبير.

متى ستعلن النتائج؟

قطعاً لا أحد يعلم، ولكن بتقدير مواعيد إعلان نتائج كبرى الولايات وأهمها تتوقع الشبكات الإعلامية الأميركية إعلان النتائج بين الـ4 والـ5 من فجر الأربعاء، هذا ما لم يتكرر سيناريو عام 2000 حين كانت المعركة حامية بين بوش وغور حتى دامت أياماً قبل إعلان النتائج. ومن يدري، فلعل النتائج تعلن أبكر من موعدها إن انهار أنصار ترامب، أو لعلها تعلن في وقت متأخر إن احتدمت المعركة وطال نفسها أكثر مما تنبأت به الاستطلاعات.

جدول مكثف

ستظهر أولى دفعات النتائج عند إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة الـ7 مساء بتوقيت واشنطن (منتصف الليل بتوقيت غرينتش) في كل من ولايات جورجيا وإنديانا وكنتاكي وكارولينا الجنوبية وفيرمونت وفرجينيا. تليها دفعة أكبر من النتائج والأرقام بعد الساعة 8 مساء بتوقيت واشنطن (1 فجراً بتوقيت غرينتش) والساعة 9 مساء بتوقيت واشنطن (2 فجراً بتوقيت غرينتش) حينما تغلق أبواب الاقتراع في مجموع 30 ولاية مع واشنطن العاصمة.

ثم بحلول الساعة الـ11 مساء (4 فجراً بتوقيت غرينتش) تعلن النتائج في ولايات أهمها كاليفورنيا التي تشكل وحدها 55 صوتاً انتخابياً في المجمع الانتخابي. ثم يختتم السباق الرئاسي في ألاسكا التي ستغلق أبوابها الساعة الـ1 فجراً (6 فجر غرينتش) من يوم الأربعاء.

مؤشرات مبكرة

لقراءة متبصرة في مجرى الأمور عليكم بمراقبة نتائج فرجينيا في العملية الانتخابية، فإن لم تتمكن كلينتون من الفوز هناك بحلول الساعة الـ9 أو الـ10 (2-3 فجر الأربعاء) فسيكون ذلك مؤشراً إيجابياً لمصلحة ترامب. أما للوقوف على سير أمور مقاعد مجلس الشيوخ والتنافس عليها، فتتوجه الأنظار نحو ولاية إنديانا.

مؤشرات الشبكات الاجتماعية

قبل 4 سنوات لجأ أوباما إلى تويتر ليعبر عن ردة فعله الأولى، حينما بدت حصيلة النتائج الأولية تشير بوضوح إلى إعادة انتخابه. لترامب، من جهته، عواصف تويترية أسطورية، ففي ليلة انتخاب عام 2012 كتب تغريدة قال فيها إن الانتخابات كانت “كذبة ملفقة ومسخرة من بدايتها” وشجع فيها على “بدء ثورة في هذه البلاد”.

ثم عمد ترامب إلى حذف بعض التغريدات بعدما قال مذيع قناة “NBC”، برايان ويليامز، إن ترامب “قد جمح بعيداً تماماً وأبحر خارج الموضوع وانحرف به المسار حتى أفضى به إلى نطاق اللامسؤولية.” من بعدها بدأ ترامب يكتب تغريدات يهاجم فيها ويليامز شخصياً.

من سيفوز؟

مع اقتراب ساعة الحسم يشعر كثير من الأميركيين بالحماسة مع هبوب نسمات كل خبر وكل تطور في المجرى الانتخابي الذي يضيق ويضيق تدريجياً.

مع ذلك تبقى الآراء والاستطلاعات ترجح فوز هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية، خاصة في ضوء الاستطلاعات والإحصاءات المتوفرة.

شعبية كلينتون أوفر وأكبر من شعبية ترامب

فمع أن كلا المرشحين يحظيان بمستويات قياسية غير مسبوقة تاريخياً من “عدم الشعبية” والنفور لدى غالبية الأميركيين إلا أن شعبية كلينتون تبقى أكبر من المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وهذا مؤشر جيد لها لتستهل أيامها الانتخابية بثقة.

فإحصاءات “هافينغتون بوست” تظهر أن كلينتون تحظى بشعبية مقدارها 42% ونفور مقداره 56% على المستوى الوطني، ما يعطيها صافياً قدره -14، أما ترامب فأسوأ حالاً مع شعبية 39% ونفور قدره 59% ما يعطيه صافياً قدره -20.

شعبية أوباما بشارة خير لهيلاري

إن كون الرئيس الحالي من نفس الحزب أمرٌ يبشر المرشح التالي بالخير إن كان الرئيس الحالي يحظى بشعبية واسعة في منصبه.

فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة فيرجينيا العام الماضي أنه إن كان الرئيس المنتهية ولايته يحظى بشعبية تتخطى الـ50% فمن الأرجح أن يفوز مرشح حزبه بالانتخابات الشعبية. بالطبع ليست تلك قاعدة عامة، ولكن السوابق التاريخية تشير إلى أن هذا العامل قد يكون مؤشراً ذا تأثير.

لذلك الوضع ينبئ بالخير لكلينتون، فشعبية أوباما وصلت إلى 52% حسب إحصاءات “هافينغتون بوست”، كما أنه يشهد ارتفاعاً في شعبيته في الأسابيع الأخيرة منذ أعيد انتخابه عام 2012.

كلينتون تحظى بثقة الأميركيين

يظهر آخر استطلاع رأي أجراه مركز بيو Pew Research Poll أن لدى الناخبين ثقة أكبر بكلينتون وقيادتها في كل المسائل الهامة تقريباً. فقد قال الناخبون المسجلون المستطلعة آراؤهم إنهم يرون كلينتون أقدر على القيادة من ترامب خاصة في اتخاذ القرارات الحكيمة في مجال السياسة الخارجية واختيار قضاة المحكمة العليا والتعامل مع العلاقات العامة الانتخابية.

كذلك يثقون بكلينتون أكثر في قضايا الرعاية الصحية والهجرة وإدارة الحكومة الفيدرالية.

أما ترامب فيتقدم منافسته في ثقة الناخبين به في قضايا تحسين أوضاع الاقتصاد وتقليل تأثير المصلحة الخاصة، كذلك ثمة نزعة خفيفة إلى اعتبار ترامب أكثر أهلاً للثقة من كلينتون.

كذلك وجدت دراسة أخيرة أجرتها سامانثا نيل من فريق “هاف بوست” أن ترامب هو أقل مرشح جمهوري في كسب الثقة في السنوات الأخيرة في عدة مجالات هامة سياسية كان الجمهوريون أهلاً للثقة الشعبية بها.

“هيلاري ستفوز”

رأى أغلبية الناخبين في الاستطلاعات الأخيرة أن كلينتون ستكون هي الفائزة بالسباق؛ فالأسئلة التي تختبر نظرة الناخبين فيمن سيفوز يقال إنها أقدر على التنبؤ بالفائز الحقيقي أكثر من استطلاعات التنافس التي تسأل الناخبين لمن سيصوتون.

يشير آخر استطلاعين للآراء أجرتهما كل من ABC News/Washington Post وشبكة Fox News أن الناخبين باتوا أقل ثقة بفوز كلينتون؛ فقد أجريت هذه الاستطلاعات بعدما أعلن جيمس كومي رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI اعتزام مؤسسته التحقيق في تسريبات الرسائل الإلكتروني المنسوبة إلى كلينتون (وقبل إعلانه براءتها أيضاً)؛ لكن حتى مع إعلان أمر التحقيق بالرسائل الجديدة ما زالت الأغلبية تعتقد أنها ستفوز على ترامب.

وجميع نماذج التنبؤات المتوفرة تمنح الأرجحية لفوز كلينتون رغم اختلاف تلك النماذج في النسب التقديرية الممنوحة لفوز لكلينتون؛ فنموذج “هافينغتون بوست” التنبؤي يعطيها نسبة فوز 98%، أما أنظمة صحيفة “النيويورك تايمز” Upshot و FiveThirtyEight فتعطي الفوز لكلينتون بنسب أقل لكن تظل مرتفعة.

ورغم أن احتمالية فوز كلينتون لا تعني فوزاً سهلاً أو اكتساحاً لها، إلا أن الواضح صمود وثبات كلينتون، ليس في الاستطلاعات فحسب، بل في كثير من المقاييس أيضاً.

المجمع الانتخابي

من المفيد تذكر أن عملية الانتخاب في أميركا لا تسير بانتخاب مباشر من الشعب، بل إن الأصوات الشعبية مؤشر يملي على ممثلي انتخاب كل ولاية في المجمع الانتخابي كيف ينتخبون ولصالح من يصوتون.

في معظم الولايات يصوت ممثلو انتخاب كل ولاية استناداً إلى الرأي الشعبي العام. فإن اختار 55% من الناخبين في كاليفورنيا المرشحة هيلاري كلينتون، فسيختار كل ممثلي انتخاب كاليفورنيا (وعددهم 55) التصويت لصالح كلينتون فقط ولن يصوت أي منهم لصالح ترامب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى