زيارة الجبير لبغداد… خطوة موفقة / عمر عياصرة

زيارة الجبير لبغداد… خطوة موفقة

زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الى بغداد لم تأت من فراغ، بل جاءت استجابة لتغيرات كبيرة يشهدها الإقليم بعد فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأميركية.
الزيارة غير مسبوقة منذ عام 1990، لكنها بكل الأحوال تأتي بسياقات قابلة لكل أنواع التفسير والتحليل، فهي ربما تأتي في إطار هوامش قوة سعودية فرضتها التغيرات الأخيرة في موازين قوى المنطقة.
أو أنها تأتي كحالة اضطرار تعيشها الرياض نتيجة تطورات الملف اليمني من جهة، وقرب نهاية تنظيم داعش في العراق من جهة أخرى.
بكل الأحوال، الزيارة ضرورية وهامة، ورغم كونها متأخرة إلا أنها تعطينا أملا بعودة طرف عربي الى الساحة العراقية بعد أن غابوا عنها وتركوها لواشنطن وطهران.
قطعا هناك تنسيق سعودي أميركي مهدت لهذه الزيارة، وربما فرضتها تحت عنوان رغبة أميركية بعدم ترك سنة العراق نهبا لمتطرفي الشيعة.
وهنا أقول –إن صح هذا التحليل– إن في الأفق العراقي مقاربة سياسية معقولة قد تعيد بعض التوازن للعملية السياسية فهناك تركيا قد تدخل على الخط، ويمكن للأردن المشاركة فيها من ناحية علاقته بسنة غرب العراق وعشائرها.
أدرك صعوبة اختراق المجتمع السياسي العراقي بعد كل المتاريس التي شيدتها طهران في بغداد، لكن هذا لا يمنع المحاولة، مع القناعة بأن في العراق جمهورا سياسيا يؤمن بخيار العودة للعرب عمقا ومحضنا.
ديناميكية المنطقة سريعة التردد، فالتحولات تسبق رفة العين، والدول في موقعها من ميزان القوى تصعد وتهبط، والفرص خاطفة، والذكاء بها بأكبر قدر وعلى أسرع وجه، ومن هنا نقول «زيارة الجبير لبغداد خطوة موفقة».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى