بيان ضد الإقليمية والطائفية / يوسف غيشان

بيان ضد الإقليمية والطائفية

نحن في الاردن ، مثل أشعة الشمس:
في الأجواء العادية فإن الأشعة تنتشر وتضيء درب الفقير والغني بذات القوة والخصوبة ، كما انها تهب نفسها للشجرة العملاقة وللكمأة تحت التراب ، في الأوضاع العادية تستمر أشعة الشمس في القيام بدورها الحياتي دون أن نرى الوانها.
لكننا نعلم ، ومنذ مقاعد الدراسة الابتدائية وطوابير الصباح و(يا علمي يا علم)، وعصا المعلم ، بأن الطيف الشمسي يتكون من سبعة ألوان رئيسة ، لكن هذه الألوان لا تظهر إلا حين ينكسر شعاع الشمس ، أو تتلبد السماء بالغيوم، أو إذا مررنا أشعة الشمس قسرا ومخبريا على (موشور اختبار).
هكذا فقط تظهر الألوان المكونة، فيظهر الشرق اردني – حسب المعايير الشعبية المعروفة- والأردني من أصول فلسطينية ، واللبناني والسوري والسعودي والشركسي والشيشاني والدرزي والتركماني والمسلم والمسيحي والشمالي والجنوبي .
بالمجمل أن هذه الألوان الرئيسية والفرعية لا تظهر الا في حالات الضعف والتفكك والظلام ، والأوضاع الإقتصادية الصعبة ، والأوضاع السياسية الأصعب ، حيث نبدأ بتفصيل بعضنا البعض والبحث عن الحلقة الأقرب عشائريا أو دينيا أو اقليميا، التي اعتقد أنها قد تحميني في ظل تراجع الحكومات عن دورها في حمايتي وتوفير الحياة الحرة الكريمة لي .
لكن هذا الأمر ليس حلا على الإطلاق ، بل هو جوهر المشكلة . وقد تعمدت أن لا اذكر لكم سابقا ان شعاع الشمس يمكن أن تظهر ألوانه بشكل جمالي ومبدع ، من خلال قوس قزح .
ببساطة اذا لم نناضل بشكل مشترك من اجل اردن ديمقراطي وحر وأن نتكاتف جميعا ضد الفساد والإفساد ، ونحمل هما وطنيا واحدا ندافع عنه في اطار الوحدة والتنوع… اذا لم نفعل ذلك فسوف نتحلل تماما ويتحول اشعاعنا الى مجرد غبار كوني عابر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى