حلب أي كرب !! / جهاد برخ

حلب أي كرب !!

مع هذا الصباح البارد البائس ، يهجر ما بقي من كرامة أهل #حلب من الأحياء المحاصرة ، بعد صمود أسطوري لصفوة من أشراف هذا الزمان منذ ما يزيد عن ستة أشهر!! بعد أن فتحت السماء عليهم كل أنواع القنابل والصواريخ المحرمة و (المحللة) ، ومنعت عنهم الأرض كل أصناف الطعام والغذاء حتى أكلو الكلأ و نفدت لديهم كل أسباب الحياة ، وكتبت كل #رسائل_حلب_الأخيرة على صفحات التاريخ لتبقى وصمة عار في جبين الأنسانية .

يخرجون منها وكأن أرواحهم تنزع من أجسادهم ، و من ورائهم الشهداء قبورهم البيوت والشوارع لا المقابر والأضرحة ، والبيوت والمساجد تكحل بالدمار لا الأنوار ، تركوها تحرسها الدموع وتغمرها الدماء وتملأها الأنقاض ، ليسلم طهرها لأنجس أهل الأرض من المجوس والروس، و ليهرب أهلها من مصيرهم المحتوم إلى قدرهم المؤجل !! حاملين معهم رائحة الموت و فزع الأطفال وصرخاتهم ، وتلفهم قشعريرة الفجر بالحزن والآسى لفقدان الأهل والأحبة والديار والوطن ، أما لسعات البرد فلا تعني شيئا أمام هول الكارثة !!

حلب لم تكن المدينة الأولى ولن تكون الأخيرة فتخاذل الأمة على حاله ، والعالم بأسره بين متأمر عدو ، ومنافق يدعى الأخوة!! ونباح الذين يساوون بين الضحية والجلاد ، لا يزال يعلو ويسمع ، حتى في حلب ذاتها ، ففي حين كان يذبح شطر المدينة الشرقي ، كان يرقص فرحا شطرها الغربي ، بدعوى النصر المؤزر لجيش استعان بكل مرتزقة الأرض لقتل أهل #حلب وسواها وتشريدهم!!

مقالات ذات صلة

في حلب كرب ليس كمثله كرب، وحرب بعدها حرب ونار أن لم تخمد ستحرق الشرق والغرب ، هذه ليست فصولا من رواية أدبية ، يتعب راويها ويشطح بخياله ليأتي بصورة فتاة صغيرة ذات شعر أشقر جميل وعيون زرقاء فاتنة ، سالت منها الدماء وانهمرت على خدها الدموع فاختلطت حباب المطر بدمها ودمعها لتغسل وجهها الجميل ، بل يكفي ان يكتب عن الواقع -ولن يحصيه- فهو أقسى من كل خيال ، في تاريخ أمتنا ما هو أقسى يا حلب والنصر لابد قريب ، وأن بدى بعيدا أو صعب ، فلنا ولكي الله حسبنا يا #حلب
#حلب_تباد
#حلب_تحترق

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى