صفر في مجال الديمقراطية / يوسف غيشان

صفر في مجال الديمقراطية

تستوقفني النكات، حتى البايخة والمكرورة منها ، اشعر في الكثير من الأحيان أن النكات حتى العادية والمكرورة منها ، هي ترميزات لحالنا ، وقد يكون مؤلفها ساخر ما او مجموعة من الكتاب الذين اخفوا اسماءهم على طريقة “رسائل أخوان الصفا”، خوفا من العقاب وانكشاف الوضع. وتجعلني ن هذه النكات، اربطها فورا بحالنا وأوضاعنا، في عالمنا الممتد كسحابة صيف .
تقول النكتة بأن مجموعة من الطلاب الكسالى في المدرسة خرجوا بعد تأدية الإمتحان، وهم يتناقشون ،فقال احدهم بأنه ترك ورقة الإمتحان فارغة تماما، لأنه لم يعرف اي شيء. فقال طالب آخر:
– هاي مشكلة كبيرة.. لقد أوقعت بنا عند الإدارة!!
فسأله آخر عن سبب كونها مشكلة كبيرة لهذه الدرجة ،فقال الطالب وهو يتنهد:
– طبعا فإننا جميعا كسالى ولم نطالع دروسنا ، ولم نكلف انفسنا عناء الغش و سلمنا أوراقنا بيضا… أليس كذلك يا أصدقاء؟؟
قال الأصدقاء
– نعم صدقت ، لكن أين المشكلة، فنحن لا نراها؟
قال الطالب النبيه:
– المشكلة ان الأستاذ سوف يذهب فكره لبعيد ، ولن يدرك ما حصل فعلا.
– والى أين سيذهب فكره برايك؟
– يا شباب …. الأستاذ سوف يفكر بإننا غششنا عن بعضنا في الإمتحان ، لأنه حصل على أرواق بيضاء متشابهة!!
هل هذه مجرد نكته عادية ؟؟؟
لا وألف لا ، وأرجو أن لا تذهبو لبعيد، بل اتمنى أن تفكروا فينا… في اوضاعنا … في حالنا:
عربيا ، قد تشابه قصة هؤلاء الطلبة الدول العربية جميعها، التي تحصل دوما على صفر في مجال الديمقراطية، مهما حاولت ومهما ابتدعت من مجالس شعب وبرلمانات، وما شابهها من حروف العلة، وحتى لو ملأت الورقة خرابيشا، لأن احدا منها لا يعرف جواب الديمقراطية ولا معناها ولا مدلولاتها، ولا يريد أن يعرف.
قد تختلف الدول العربية في كتابة اسم الطالب ، ودرجة ترتيب الورقة ، وفترة تسليمها، لكنها تحصل على صفر في النهاية ، لدرجة ان الأساتذة يؤكدون بإن الدول العربية فعلا تغش من بعضها، ولا لما كنا حصلنا منهم ا على ذات الإجابات.
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى