الأردنيون.. وسؤال المعرفة الكاشف.؟ / أ.د حسين محادين

الأردنيون .. وسؤال المعرفة الكاشف.؟.

اين جلالة الملك..سؤال فضولي بثلاث كلمات أقلق الشارع الأردني المتلقي ما يقارب الاربعين يوما لرهبة هذا السؤال وعظم تأويلاته ،وقسمه بين مصدق ومكذب جراء تسيد الإعلام الإلكتروني الابرز والاسرائيلي المغرض ونجاحهما النسبي معا في اختراق وهز شجرة حواس الأردنيين، المواطنيين والرسميين من جهة ، ومن الجهة الثانية عجز الخطاب الحكومي الفاقد لثقة المواطنين اصلا ،بما فيه الاسماء الديناصوريه السياسية المكرسة من رؤساء حكومات ووزراء سابقين وحاليين وكتاب منتفعين ، الأمر الذي جعل الأردنيين يمعنون في التساؤلات المتلاحقة والموجعة الآتية والمشرعة للان بانتظار العمل المقوم والوقاىي بالضد من احتمالية تكرارها:-
– ايعقل أن ليس في دولتنا الأردنية الراسخة منذ ما يقارب القرن، من يملك معلومة تهدىء من الرهاب الاجتماعي الآخذ في التصاعد بين المواطنيين العامين ،أو ذاك الخوف العميق لدينا جميعا على واقع ومستقبل قيادة جلالة الملك عبدالله ومنجزات شهداء الوطن واجياله؟
– ايعقل أن يكون منسوب حصانتنا الوطنية هشا الى حد الانسياق وراء بوست حاقد سوق له من بين ظهرانينا للاسف هنا، او صورة شوهاء تشظي وتستغل ضائقنا الاقتصادية والمديونية الخانقة و تباطىء عمليات محاسبة المعتدين على المال العام وكأننا اكتشفوا واقعا جديدا في بلدنا تبث من هناك أي من يعرفون بالمعارضة المقيمة والمتربصة ببلدنا في الخارج ..؟
-ايعقل أن تضطرب بوصلة الوطن صاحب الوعي والتعليم المرتفع وإعداد مراكز الدراسات الكبيرة واكبر عدد من اسماء رؤساء الوزارات والوزراء والإعلاميين الرسمين والأندية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والتلفزيونات، وألا يبادر كي لا أقول ينجح هؤلاء جميعا في العمل على تنوير الجماهير وتبصيرهم ولو من باب الوفاء لمكتساباتهم اولا، ولو بحجة صورية هي الدفاع عن استهداف وحدتنا الوطنية كاردنيين من مختلف الأصول والمنابت بقيادة جلالة الملك كمعزز للنظام الهاشمي الذي دعمهم ووزرهم وكرسهم في يومياتنا إعلاميا وسياسيا؟.
اقول ايضا ان هذا السؤال هو الذي- كشف لي كمجتهد بالتحليل- ضعف منسوب الحصانة لدى جل الأردنيين أفرادا ومؤسسات ،خصوصا اصحاب الدولة والمعالي، ونواب، وأعلام الإعلام، فهذه الشلل هي التي تتحدث وتنشط عادة في أيام الكسب والرخاء لتسويق اطروحات الملك المختلفة والحكومات المتعاقبة فهؤلاء هم الذين يختارون في المناصب العليا في عمان الحبيبة نيابة عن محافظاتهم وعشائرهم الابعد عنهم وجعا وتطلعات، وهم الذين في أوقات الرخاء يوزعون الحكم وورود الانتماء البلاستيكية على صدر صفحات الصحف والشاشات الحكومية، ولكن عند انتشرت غيمة سوداء من الترقب استهدفت شرعية الملك ومنجزات الاردنيبن الذي سيبقى وطنا وبكل اعتزاز ووجع معا ، لم نجد او نسمع من اولئك “القادة, والشخصيات عامة والمتحفز معهم من المستفيدين” ولو مبادرة واحدة لتبديد الغموض الذي ساد حينها، أو حتى الحد الأدنى من الحضور والاحاديث المعدلة للراي العام الاردني المنفعل، او حتى أية قدرة لهم في التأثير بالجماهير العطشى طوال الاربعين يوما الفارطة قبل عودة الملك لمعرفة صحة أو خطورة تفشى هذه الاشاعات المخطط لها والمعدة بحنكة لافته ضد الوطن كجزء من الحرب النفسية والممارسات السياسية قوية التأثير على المتلقين ،و نحو دولتنا الاردنية ككل، ولا ننسى هنا ايضا الإشارة الى انسباء هؤلاء الأشخاص العامين وابناىهم الذين افادوهم بالمعية في مناصب وهيئات مستقلة، واموال واعفاءات ضريبية، ومنح دراسية في الخارج ، الى الحد الذي لم أميز حينها -كمحلل اكاديمي وسياسي- فكرا وسلوكيات بين المستفيد من كل هذه الامتيازات والمتوجب عليه الدفاع عنها ، وبين المتضررين من غيابها عنهم هم واولادهم المتعطلين عن العمل وذو التعليم والمناصب السياسية الدنيا وهم المعارضين والحراكيين في المحافظات جراء غياب عدالة الفرص واتساع فجوات التنمية بين عمان والمحافظات خارجها.
اخيرا..
الرغبة في الشفاء جزء من الشفاء نفسه كما تقول حكمة صينية.

*جلالة الملك .. بعد عودتك سالما والحمد لله..سيبقى أهلك منتظرين ومتوقعين من جلالتكم اتخاذ ما يلزم من قرارات تصويبية لمثل هذا القلق المهدد لبنية ومنجزات الوطن كي نفيد جميعا من الحيلولة دون عودة تكرار مثل هذه الوقائع المرة التي أربكت اهلك والوطن بعمومه، ومتمنين أيضا على جلالتكم كمواطنيين اتخاذك كل ما من شأنه تقويم هذا الخلل النفسي والتنموي بين شرائح مجتمعنا وبين محافظات الوطن في آن، تنمية وعدالة تمثيل وفرص منافسة لاسيما للشباب من الجنسين الذين يشكلون قاعدة الهرم السكاني وحدهم الذين يملكون بعدي الزمن حاضره ومستقبله وبما يبقي وطنا الغالي مظلتنا وموحدنا في كل الظروف .
جامعة مؤتة- قسم علم الاجتماع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى