اخبار فوضى ستان الحلقه الثالثه / عالية الشيشاني

اخبار فوضى ستان
الحلقه الثالثه

رافق السبع ،، لو اكلك
بعض الموظفين الكبار في القطاع العام بكافة اشكاله ، وبمجرد ان يجلس الواحد منهم على كرسي الادارة ينسى ما كابده في اوائل حياته من فقر وحاجه .. راتب ضئيل ، منزل بالايجار ، مطالب عيال لم ينبت ريشهم بعد ، ويبدأ بتجاهل اماني مرؤوسيه من الموظفين الكادحين ، وتطلعاتهم المتمثلة في ايصال صوتهم الى الجهات العليا لتحسين وضعهم المعيشي، كصرف مكافآت ، او اتباع العدل في توزيع السفرات الخارجيه التي تعود على صاحبها بالمنفعة المادية ، او الترقية وغيرها من المطالبات ، ويصم اذنيه عن تبني مطالبهم خشية ان يلقى التوبيخ ممن هم فوقه في سلم الادارة ، مؤثرا السلامة والتمتع بما حصل عليه من امتيازات وظيفيه .
مثل هؤلاء المدراء الذين يتصفون بالجبن والتراخي ليسوا بالقله ، واخرون يحصرون الامتيازات التي سبق ذكرها بمن يمتون لهم بصلة قرابة او نسب اوعشيرة .
وقليل هم اولئك المدراء الذين يتصدرون مسألة احقاق العدل والحرص على رفع الظلم عن مرؤوسيهم ، ومكافأة المجتهد منهم ومحاولة رفع سوية واداء الكسول والمحبط فيهم ، مثل هذا النموذج من المدراء يمتلك الجرأة والاقدام للمطالبة بحقوق مرؤوسيه امام الجهات العليا والحرص على ان ينال الجميع فرصا متساوية في مقابل الاخلاص في العمل والشعور بالانتماء للمؤسسه التي يعملون بها ، ليكون بذلك صوتهم الناطق المطالب بالحق والانصاف
مثل هكذا مدير ينبغي على الموظف التمسك به ودعمه وعدم اعاقة تقدمه في عمله ، حتى لو كان صاحب مزاج سيء او صارما في ادارته للمؤسسة ، فهو عملة نادرة في زماننا .
اما ذلك النوع الذي يفتقر الى الشجاعة والجرأه ، والذي لا يهمه سوى التمتع بامتيازاته ، فالابتعاد عنه غنيمه ، لان مكابدة الظلم والتمييز يولد مشاعر مؤلمه لا يعلمها الا من قاساها، اعرف اناسا في الوظيفة العامه لسان حالهم يقول ( بالهم داعيني وبالفرح ناسيني ) يتحملون الجزء الاكبر من اعباء الوظيفه ، بينما هم محرومون من اية امتيازات، في حين ان زملاء لهم لا يكادون يستقرون في بيوتهم ، حقائبهم جاهزة دوما يحطون رحالهم من بلد الى اخر ، يحصدون بدلات السفر دون غيرهم ، فاين العدل والمساواة .

بعض هؤلاء المدراء لا يفتأ يردد امام موظفيه بان الاجازات منحه وليست حقا ، والسفرات منحه ايضا وليست حقا ، اخشى ان يصل الى نتيجة مفادها ان الرواتب ايضا منحه وليست حقا . كل شيء جائز في فوضى ستان .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى