قضايا عالقة..

مقال الثلاثاء 5-2-2019
قضايا عالقة..
المطالب الحقوقية ليست “نُغزة” عابرة تراهن الحكومات ان تختفي مع الوقت ومع مرور الزمن ، ولا “دمّل” مفاجئ ، ولا “مسمار لحم”، ولا حتى هي “ملهاة” يحرن عليها صاحب الحق ثم يلتهي بشيء آخر وينساها..وبالتالي تسقط مع الأيام..المطالب الحقوقية كرة ثلج حقيقية إن لم يتم معالجتها في وقتها حتماً ستكبر وتتعقّد وتفتح أبواباً أخرى كانت الحكومات بغنى عن فتحها..
منذ بداية الفصل الدراسي الأول نفّذ مهندسو وزارة التربية والتعليم سلسلة من الاحتجاجات مطالبين بحقوقهم المشروعة ، لكن الحكومة لم تستجب ولم تلتزم بما تم الاتفاق عليه في شهر تشرين أول من العام الماضي ، الأمر الذي زاد جموع المهندسين إصراراً على اعتصاماتهم ونفّذوا عدداً من الإضرابات ومع ذلك ، تم التعامل مع المطالب على أنها “نغزة” عابرة سيختفي مع الوقت..
مهندسو التربية لهم مطالب عادلة لا يختلف عليها اثنان..كل ما يطالبون به أن يحصلوا على حقوقهم الوظيفية والمعنوية أسوة بباقي زملائهم المهندسين الذين يعملون في الوزارات والدوائر الحكومية الأخرى، فأين العدالة عندما يتقاضى مهندس التربية نصف ما يتقاضاه المهندس في وزارة الأشغال أو وزارة البلديات أو وزارة الأوقاف..ألم يعمل الجميع في نفس الوظيفية الحكومية ..ولا هاي حكومة وهاي حكومة؟..
بعض المسؤولين ردّوا على إضراب مهندسي التربية قائلين بالحرف الواحد: (مين قال لكم تتوظّفوا بالتربية؟) وهذا جواب فنتازي لا يمت للمنطق ولا للعلم ولا للمسؤولية بصلة ،وكأن مهندس التربية له الخيار بانتقاء ما يريد ، ولا يتم تعيينه من قبل ديوان الخدمة المدنية حسب الحاجة والنقص.
على أية حال بقي أقل من خمسة أيام على بدء الفصل الدراسي الثاني ،وإذا لم تفكّر الحكومة “بفكفكة” هذه القضية تحديداً سوف نشهد موجة جديدة من الإضرابات والتصعيد وتعطل الإنتاج الذي لا يخدم أحداً ،وإذا بقيت الحكومة تمارس دور النعامة رأسها في الرمل و”…” عالشعب ، حتماً سوف تتورط وتتعرقل بما أهو أعمق وأكبر من هذه الاعتصامات ..فهناك اعتصامات كثيرة تلوح بالأفق كاعتصام موظفي البلديات ،واعتصام المفصولين من وزارة الاتصالات الأردنية قبل خصخصتها وغيرهم..
الهروب من المواجهة لم يكن حلاً في يوم من الأيام.
وغطيني يا كرمة العلي.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مشكلتنا موقف.. مشكلة موقف من الحياة بحاجة إلى فهم أفضل..! وعقل الله يرحمه..!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى