البعثة الهولندية
جلس مسؤول حكومي مهمّ حول مائدة عشاء مع بعثة هولندية تزور بلادنا لتقديم العون المالي والتقني. كانت تجلس على يمين المسؤول مُترجمة للعربية والإنجليزية بين الطرفين. على المائدة الطويلة كانت تتوزع أكياس صغيرة مكتوب على أغلفتها Sugar, Salt.
عندما تذوق المسؤول مشروبه الساخن وجده مُرّاً، فبدأ بالتقاط الأكياس المكتوب عليها Salt وإفراغها الواحد تلو الآخر في كوبه، والمترجمة في هذه الأثناء كانت تراقب بطرف عينها ما يفعل بصمتٍ وشعورٍ كبير بالحرج. ولمّا همّ بإفراغ الكيس الخامس لم تستطع المخلوقة إلا أن تخرج عن صمتها، فغطّت شفتيها بأربعةٍ من أصابعها وهي تنبّه المسؤول بهمس: لقد أفرغتَ للتوّ أربعة أكياس من الملح في كوبك.
– حقاً؟
جفلَ المسؤول وعدّ الأكياس المفتوحة على نحوٍ سريع فوجدها بالفعل أربعة. ما لبث أن استعاد رباطة جأشه، والتقط ملعقةً صغيرةً أمامه وبدأ يحرّك المشروب في كوبه. ثمّ غطى شفتيه بأربعةٍ من أصابعه كما فعلت المترجمة تماما، وهمس لها مطمئنا: لا تشغلي بالك، كله على نفقة البعثة الهولندية.
