موفق محادين يحاضر حول «الهمجيات العليا والهمجيات الدنيا»

قدم الدكتور موفق محادين كشفا بالتاريخ الأسود لما أسماه بـ»الهمجيات العليا في الغرب والمتمثلة بالرأسمالية الغربية»، وأشار إلى أن الماركسية سبق لها وأن أطلقت مسمّى «البربرية» على الرأسمالية. وذكّر محادين بـ»بطانيات الجدري» التي استخدمها المستوطنون الأوروبيون لإبادة السكان الأصليين في القارة الأميركية، وكذلك قيامهم بتدمير السدود من أجل إفناء الشعب الأصلي. وأشار محادين أن الامبريالية الأميركية بوصفها همجية عليا استعانت بهمجيات سفلى من أجل القضاء على الثور في السلفادور، فقد جمعت الامبريالية الأميركية الرعاع والفلاحين وسلحتهم بالبلطات من أجل قتل الثوار وبإشراف ودعم من بعض القساوسة. وذكّر محادين في المحاضرة التي ألقاها في ملتقى الثلاثاء الفكري باستخدام أميركا للسائل البرتقالي في فيتنام واستخدام اليورانيوم المنضب في العراق، وكذلك تجارب الأدوية على مواطنين من الهند، والتبرع المستمر بالقمح الفاسد لدول العالم الثالث. وفيما يخص الهمجيات السفلى في منطقتنا العربية فقد أوضح محادين أنها ظلت ترتبط طوال تاريخها بالهمجيات العليا بالغرب، وعادة ما تستغل الهمجيات السفلى فترات الانقطاع التاريخي والتحولات لكي تنبعث وتهيمن على المجتمعات العربية. والهمجيات السفلى كما شخصها محادين تتخذ من الفكر السلفي أيديولوجيا لها في كل العصور والفكر السلفي الذي تتبناه هذه الهمجيات هو فكر طائفي في كل الأحوال. ونوّه محادين إلى أن المفكّر الماركسي مهدي عامل  كان قد رصد نوعا من العلاقة الوثيقة بين نمط الإنتاج الكولونيالي الذي يسود وتفشي الظاهرة الطائفية. واستعرض محادين بالإضافة إلى ذلك الحرب التي شنتها الهمجيات العليا على مشاريع الدولة والتحديث في منطقتنا العربية ابتداء بمشروع محمد علي الذي أسقطه الغرب بالاحتلال العسكري لمصر. وكذلك مشروع عبد الناصر الذي حاول نقل مصر إلى نمط الإنتاج الرأسمالي. وأشار محادين أن الهمجيات الغربية وفي سياق تفتيت النهضة في منطقتنا خلقت خواصر مهمتها تدمير مراكز النهوض التي يمكن أن تظهر، مثال ذلك الخاصرة الإسرائيلية لضرب الجسم العربي، والخاصرة اللبنانية لضرب الجسم السوري والخاصرة الكويتية لضرب الجسم العراقي. وختم محادين بالقول أن الانبعاثات الإسلاموية الصحراوية في الحقب المضطربة كانت ولا تزال تتم بدعم من الهمجيات العليا في الغرب. وفي المداخلات أشار الشاعر موسى حوامدة أن الأرياف والبوادي ليس بالضرورة أن تكون مصدر لانبعاثات الهمجية. وأشار الدكتور هشام غصيب أن سقوط البربرية الرأسمالية هو سقوط حتمي بغض النظر عن نتائجه الكارثية، ربما تنهار البنية التحتية للاقتصاد العالمي بانهيار الرأسمالية، ولكن هذا لن يمنع انهيارها الحتمي. –

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى