تناديه حبيبي ويناديها بأم العيال / نداء أبو الرُّب

تناديه حبيبي ويناديها بأم العيال

كالعادة يجب أن يبدأ نهاري الصباحي بكوب نسكافيه مركّز وجولة سريعة على حساباتي الشخصية في الفيس بوك وتويتر وانستغرام، ولا بد أن أتصفح صندوق الرسائل المكتظ برسائل المتابعين الرائعين، ليكتمل صباحي وتشرق شمسه، أغلب الرسائل عبارة عن مقالات لصحفيين عظام واستفسارات عن مقالاتي وكتاباتي، والقسم الآخر رسائل مليئة بالشكوى والتذمر وطلب المساعدة والعون.
تقول إحدى الزوجات في رسالة ملحّة بعثت بها لي أنها تعاني من قلة رومنسية زوجها وتحلم بأن يصبح مثل أبطال المسلسلات التركية ويتغزل بها يومياً ويطرب مسامعها بأحلى الكلام، مضى على زواجها أكثر من ثلاثة أعوام وهي على حد قولها تذبل عطشى لعواطف جياشة، بعيداً عن أسلوب كلامه البارد وعباراته المحشوة ب الدفاشة…!
تبدو هذه الشكاوى للوهلة الأولى مكررة كثيراً ونسمع بها في كل الأوقات، وربما تأتي أغلب النصائح لمثل هكذا زوجات عاطفيات بضرورة قراءة كتاب: الرجال من المريخ والنساء من الزهرة لوضع حلول جذرية لتدهور العلاقة الزوجية! لا نستطيع أن ننكر أن المرأة مخلوق عاطفي للغاية، لكن ما يتحتم على كل زوجة معرفته هو كيفية تعاملها مع زوجها حسب شخصيته وطبيعته دون محاولة تحويله إلى نسخة طبق الأصل عن مهند في مسلسل نور التركي!
رغبة المرأة في عيش قصة حب رائعة في زواجها لا يعتمد على زوجها فحسب، بل تقع المسؤولية الكبرى عليها هي، ليست مطالبة بالتوقف عن مناداة زوجها ب روحي وعمري لمجرد أنها لم يعجبها أسلوب غزله بها، ما المشكلة في أن تقول له حبيبي فيرد عليها بتكرم عينك يا أم العيال؟؟! ذاك أسلوبها في الغزل، وهذا أسلوبه! هل يجب أن تبالغ الزوجة بحساسيتها تجاه هكذا مواضيع وتغفل عن جوانب إيجابية أخرى مشرقة في شخصية زوجها؟ هل فعلاً نساء زمننا الحالي ساذجات كما يتم وصفهن أم أنهن ضحايا المسلسلات التركية والهندية والكورية التي تصوّر الزواج على أنه فقط ورود حمراء وغراميات غنّاء بعيداً عن الواقع واحتياجات الزواج الأساسية؟؟!
عندما نسمع مثل هذه القصص لنساء يتذمرن من برود أزواجهن العاطفي ندرك تماماً أسباب ارتفاع نسب الطلاق في وطننا العربي! عندما تسيطر التفاهة على عقول نسائنا تنعدم لغة الحوار معهن ويصبح من الصعب إقناعهن بأهمية حفاظهن على زواجهن وترك التقليد الأعمى لكل ما يشاهدنه على التلفاز، قد لا يجلب لك زوجك وردة حمراء عند كل مناسبة لكنه لا ينسى أن يهاتفك وهو عائد من سهرة أصحابه ليستفسر عن رغبتك في سندويشة شاورما وعلبة بيبسي! قد لا يناديكِ ب يا قمر ويا عسل ويا أميرة، لكنه يتفاخر بك أمام أهله ويشعرهم بأهميتك في حياته ويرون في عينيه كم أنت
عظيمة وقديرة، اتركيه يحبك بمنظور قلبه وعقله، وحافظي أنتِ على رومنسيتك واستمتعي بكرم أخلاقه ولطفه، تلذذي بابتكار ألقاب رقيقة تليق بمقامه، فالكلمة الطيبة في النهاية لها مفعول سحري تجعلك المليكة الوحيدة على واقعه وحتى أحلامه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لا تظلمينا لسنا كلنا سواء عندما اتزوج حبيبتي سأناديها بما يحب قلبها سافرط لها في الحب

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى