ربما مجرد قراءة / أمجد شطناوي

ربما يكون ولكم ان تتخيلوا ذلك ، لا يهمني ولست طبيبا او مختصا لاصدر حكما ولكن المهم في الأمر ان ترامب جاء برضى المؤسسة الامريكيه بكل فروعها لينعش الاقتصاد الأمريكي الذي كان منهكا وقد أعاد ذلك من خلال سلسلة من الإجراءات منها رفع الرسوم الجمركية على أوروبا والصين وكندا وغيرها لتحقيق التوازن التجاري و كذلك من خلال جلب أموال من دول أخرى من خلال شراء الأسلحة او الاستثمار في البنى التحتية لإيجاد فرص العمل لملايين البشر ولذلك نرى البطالة في أدنى مستوياتها منذ عقود . اما إجراءات خلع ترامب ما هي الا مسرحية لتحسين وجه أمريكا والتي تتخذ من الحرية والديمقراطية غطاءا لتسيدها على العالم وكذلك ورقة لخلعه متى شاء. هناك من يرى ان أمريكا قد انسحبت من الشرق الأوسط وتركت المكان لقوى أخرى ، نعلق ونقول هل تستطيع اي قوة على وجه الارض ان تضرب دولة ما تحت المظلة الأمريكية ، بينما أمريكا تستطيع ضرب سوريا في اي وقت وهي كما تعلمون تحت الحماية الروسية . أما من يعتقد ان الصين قوة يمكن ان تناهض أمريكا فنقول له ان مصلحة الصين التجارية مع أمريكا ولولا السوق الامريكي لفقدت الصين جزءا كبيرا من تجارتها الخارجية ولا تستطيع تعويضه. اما أوروبا فان بقائها مرهون بوجود أمريكا لأنها أصبحت قارة عجوز وتجاور قوة عظمى مثل روسيا ، ولو كنت أوروبيا لحرصت على بقاءأمريكا دولة عظمى . ثانيا أمريكا وجه جديد للقارة الأوربية تحمل الارث والتراث الأوروبي . ارى والله اعلم ان أمريكا تنهك خصومها عسكريا واقتصاديا من خلال جرها إلى مستنقعات أعدت بأحكام ولن اعدد الخصوم فالكل يعرفهم ، ومن ناحية أخرى تستخدم جماعات تركتها تنمو بطريقة غير مباشرة لتحقيق أهداف كثيرة ، والكل بات يعرف هذه الأهداف للقاصي والداني ولنتذكر ان التكرار يعلم الشطار وما دونهم . لعبة أمريكا مبنية على استراتيجيات كثيرة منها الاحتواء المزدوج او الأكثر من مزدوج ، ولكم في حرب العراق وإيران وما حدث بعدها إلى سوريا الان وليبيا إلى كوريا واليابان وغيرها نبراس . أمريكا لا تعرف الجمود بل الحركة المرنة المحسوبة بعناية ، لذلك نراها تعتمد مبدأ السياسة البريطانية القائمة على تبديل الاصدقاء والأعداء بما يتناسب مع المصالح الأمريكية وان أقيم هذه السياسة بمرجعية قيمية أخلاقية ،فأنا هنا أصف الواقع لانارة الطريق. في الختام وما اريد قوله أمريكا دولة مؤسسات شاء من شاء وابى من ابى وما زالت هي حجر الرحى في العالم كله إلى الان على الاقل ورسالتي لكم عليكم بقراءة الأحداث بعناية والبناء عليه لرسم المسار السليم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى