مركز الحسين للسرطان / وسيم مسعد

مركز الحسين للسرطان
وسيم رشاد مسعد

هذا الصرح العظيم عندما تم إطلاقه ويومها كان يسمى مركز الأمل للسرطان ، كان وضع حجر الأساس لهذا الصرح ليعطي الأمل لمرضى السرطان الاردنيين و العرب بأن هنا مركز متخصص لهذا المرض الخبيث فقط لا غير و الذي مول و دعم هذا المركز هم الاردنيون أنفسهم و ليست الحكومه من قامت ببنائه و ذلك ليكون موئلا لهم عند الحاجه .

كانت أيام التحشيد لهذا الصرح ايام عز و فخار للاردنيين جميعا صغيرهم قبل كبيرهم و فقيرهم قبل غنيهم ؛ كنت أيامها بالمدرسة اعتقد عام ١٩٩٢و كان لنا يوم نجمع به تبرعات للمركز استلمت انا و زميل لي في الصف حصاله لونها أزرق على ما اذكر و انطلقنا من مدرسة معاذ بن جبل في البارحه نجوب الحارات والازقه من البارحه إلى شارع فلسطين و شوارع التركمان إلى شارع الرشيد و شارع الهامي نقرع جرس كل بيت و ندخل كل دكان في طريقنا ثم سرنا في شارع ايدون حتى وصلنا جامعة اليرموك و دخلنا كل كلية بها نمد الحصاله إلى كل من نجده أمامنا دكتور … طالب … طالبه حتى ملأنا الحصاله و عدنا الى المدرسة فرحين سلمناها لمدير المدرسه الأستاذ فخري بني هاني رحمه الله و خرجنا مسرورين بما انجزنا و بعد اسبوع من جمع تبرعات قامت به كل مؤسسات المملكه تكلل الاسبوع يوم الجمعه ببرنامج التلثون على التلفزيون الأردني و كان يومها عرسا وطنيا بحق و تزين ذلك اليوم باتصال من المغفور له سيدنا الحسين بن طلال طيب الله ثراه والذي قدم على ما اذكر يومها مليون او نصف مليون دينار كتبرع شخصي .

و انتهى ذلك اليوم بجمع ملايين الدنانير و مئات كيلوات الذهب من سيدات لم يتأخرن عن التبرع بمصاغهن الذهبي كاملا او جزء منه ؛ و بعد هذا كله يصبح هذا الصرح الذي بني بتعب و آهات و آلام الاردنيين عن طيب خاطر يصبح مكانا استثماريا يعالج من يملك المال و يتنكر للمريض الكحيان .
اذا كان التربح و الاستثمار هدفكم من إقامة هذا الصرح فأعيدوا لنا أموالنا و عوضونا عن اتعابنا فهذا الصرح كل أردني شريك به و ليس من حقكم منع أحد من اللجؤ إليه عند الشده و الاصابه بهذا المرض و حتى يتم هذا الأمر لا يحق لأحد إغلاق أبواب هذا المركز في وجوه الاردنيين ….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى