كتاب التدخل المبكر وجبة افطار مقززة للمواطنين / د.منتصر الزعبي

كتاب التدخل المبكر وجبة افطار مقززة للمواطنين

في الدولِ التي تحترمُ نفسَها تحتلُّ الصحافةُ السلطةُ الرابعةُ بعدَ السلطاتِ الثلاثِ ، فهي عينُ المواطنِ الساهرةِ على أداءِ السلطاتِ الثلاثِ ،وعلى وجهِ التحديدِ السلطةُ التنفيذيةُ ،لأنَّها السلطةُ التي تمارسُ عملها اليومِيِّ ،وعلى تمَاسٍّ مباشرٍ بشؤونِ المواطنِ وهمُومِهِ ،وإلّا فهي أوراقٌ صفراءُ ،تصلحُ لكلِّ شيءٍ إلّا أداءِ وضيقَتِها المنوطةِ بِها .
أمَّا في العالمِ الثالثِ ،فالأمرُ مُختلفٌ جدًا ،فالصحافةُ تحتَ الوصايةِ الأمنيَّةِ في كلِّ شاردةٍ وواردةٍ ،فهي لا تخدمُ الوطنَ والمواطِنَ بقدرِ ما هي وسيلةُ تبريرٍ وتجميلٍ لوجهِ السلطةِ الذي أفسدَهُ الدَّهُر.
كتَّابُ التدخلِ المُبكِّرِ ،أصبَحوا وجبةَ افطارٍ مُقززةٍ للمواطنين قرَّاءُ الصحافةِ المحليَّةِ ،وقدْ دأبَ هؤلاءِ القرَّاءُ على عدمِ الالتفاتِ لِترَّهاتِهم ،لأنَّ بضاعتَهم فاسدةٌ وغيرُ قابلةٍ للهضمِ ،بوجودِ هذهِ الاقلامِ الرخيصةِ المفروضةِ على الصحافةِ ،وهم يُمارسون عُهرَهم السياسِيَّ و الاخلاقِيَّ الذِي يشوِّهُ الوطنَ وأبناءَهُ ،والأجدرُ بالجهاتِ المعنِيَّةِ أنْ تكفَّ عنْ هذا الاسلوبِ المرفوضِ جملةً وتفصيلاً ،لأنَّ الوطنَ لا يرتَقِي بهؤلاءِ ،بلْ ينزلُ بهم إلى أسفلِ درجاتِ العُهرِ السياسِيِّ والرُخصِ الاخلاقِيِّ .
المُزايدون الذين اتهموا حراك المعلمين من أجل الزيادة المقرّة أصلا من عام 2014 بأخذْ البلدِ إلى المجهولِ و أتهم يصطادونَ فى الماءِ العَكِرِ ،قدْ فقَدوا عقولَهم ،لينفضَّ الناسُ مِن حولِهم .
لقدْ كدتُ أتقيأُ وأنا اقرأُ لسدنة الإعلام المشبوه ،وهم يلمِزون ويغمزونَ بالمعلمين لأجد الفرق الشاسع بينَ إعلامي مسئولٍ يتقي اللهَ في عملِهِ ،ويعلمُ أنَّه مسؤولٌ بين يدِيّ اللهِ – عز وجل – عن كلِّ كلمةٍ تفوَّه بها في حياتِه الدُنيَا ،وآخرَ يعتمدُ على الورنيشِ الإعلامِيِّ المضروبِ ،المعتَمِدِ على بياناتِ ممولة ،والذى حتماً سيزولُ بزوالِ المنصبِ ،وذهابِ الأعطياتِ والمِنَحِ ،وترْجِعُ حليمةُ لعادَتِها القديمةِ .
أيتها الغربانُ الناعقةُ ،احتفِظوا بأبواقِكم لأنفسِكم ،احتفظوا بها لتؤنِسَكُم في كوابيسِكم القادمةِ ،فإنها ستكونُ حالكةَ السوادِ بإذنِ اللهِ ،فلنْ تُحبِطَ كلماتِكُم الجوفاءَ العزيمةَ ،ولنْ تفتَّ محاولاتِكم الفاشلةِ في العَضُدِ ،ولنْ تنالَ ألاعيبُكُم مِن الثقةِ في النفسِ ،ولنْ تُتْرَكَ لكم الفرصةُ لإثارةِ الفوضى في الصفوفِ وتشتيتِ الكلمةِ ؛ولنْ يُسمحَ لكمْ أنْ تجرونا إلى فوضَى مُدمِرةٍ ، كما أنَّه لنْ يُسمحَ لكمْ بجرِّنا إلى مربعِ العنفِ مهما كان الثمنُ . كفَى ،لقدْ ذُقنا مرارةَ الاشتباهِ والظلمِ عندما كنَّا جميعاً أسرَى معتقداتِكم الفاسدةِ.
Montaser1956@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى