في الهوا سوا / يوسف غيشان

في الهوا سوا

..والحديث عن فقرا المانيا ، التي هي اغنى دولة اوروبية ….فمن بين الكتب العشرة الأكثر مبيعا في المانيا ، كتاب بعنوان ( كيف تصبح فقيرا بأسلوب) كتبه الكونت الكسندر فون شوينبرج، وهو سليل اسرة ارستقراطية عرفت الفقر منذ قرون ، وتمرست في اسالسب الأحتيال عليه . ويقدم خبراته هذه الى فقراء المانيا الجدد يساعدهم على التكيف مع الاوضاع الجديدة، والاستمتاع (مثلا) في قضاء الاجازة في البيت او اصلاح العفش القديم والاحساس بالبهجة للعدم امتلاك سيارة لأنهم بذلك يتخلصون من زحمة الشوارع .. وهكذا.
ما احوجنا الان الى كونت اردني يؤلف كتابا يدل فيه معدمي الاردن الجدد على كيفية التكيف مع الواقع الجديد ،مع التأكيد انه كتاب الى الفقراء اصلا و فصلا ،اضافة لمن صاروا اكثر فقرا في ظل السياسات الحكومية الجديدة .

يمكن لهذا الكتاب الجديد ان يؤسس لسلسلة من الكتب تصدر تباعا مثل سلسلة (هاري بوتر) كلما عنّت على بال حكومة ان ترفع الأسعار …. ويمكن ان نتشارك جميعا في تأليف هذه السلسلة لأننا – جميعا – في الهوا سوا ،ونمتلك ذات الخبرات في وسائل وطرق وأليات الاحتيال على الفقر … كل هذه الخبرات حصلنا عليها بفضل الحكومات المتعاقبة التي كانت تصرف ما في الجيب وتستدين وتصرف على ما في الغيب .
يمكن مثلا ان نعلم الاردني كيف يأكل سندويش الفلافل عن طريق الغاء الحشوة ولف رغيف الخبز الحاف بالورق الشفاف بعد مسحه بملعقة شطة لإستثارة الشهية، او يمكن الغاء الرغيف اصلا، ولف الفلافل بالورق الشفاف. كما يمكن ان المواطن كيف يصنع اسياخ شاورما من الكوسا والبطاطا، مما يقيه من شرارتفاع الكولسترول وتصلب الشرايين وأمراض القلب .
يمكن ان نكتب فصولا بالعناوين التالية :
– كيف تذهب الى عملك كعّابي على سرفيس 11 ( يعني مشي).
– كيف تقرأ الصحف من الاكشاك مجانا
– كيف تدخن عروق الملوخية الملفوفة بأوراق الشميمتو
– كيف تقنع اولادك بالكتابة بالقلم الرصاص على الدفاتر ، حتى تمحوها فيما بعد لاستخدامها في الفصل القادم.
– كيف تحولين – سيدتي – قشور البطيخ الى مخللات شهية … وقشور الرمان الى اصباغ ، وقشور التفاح والبرتقال الى تطالي .

عزيزي القاريء
الفرصة امامك للابداع والمشاركة في تأليف هذا الكتاب ، من اجل مساعدة الاجيال الاردنية القادمة على اجتياز المسافة بين الحياة والموت في اقل قدر ممكن من الجوع .
ghishan@gmail.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى