الشاعر أنور الأسمر يوقع «أبابيل الغياب»

وقع الشاعر أنور الأسمر ديوانه الشعري الجديد «أبابيل الغياب»، مساء أول أمس في رابطة الكتاب الأردنيين، وسط حفاوة كبيرة من المثقفين والمهتمين، وجاء حفل التوقيع الذي أداره الشاعر الدكتور هشام القواسمة بتنظيم من «بيت الشعر العربي»، في الرابطة، مشتملا على قراءة نقدية للناقد والقاص الدكتور حسين العمري، وقراءات شعرية للمحتفى به وبديوانه. واستهل الحفل الناقد د. حسين العمري وقدم قراءة في ديوان «أبابيل الغياب»، للأسمر، قال فيها: إن أقرب ما قاله الشاعر في ديوانه هو خلق كائن جديد جمعه ثم بث فيه من روحه من جمال القول الشعري، مشيرا إلى أن الشاعر استطاع أن يحول بعض الكلمات اللاشعرية إلى كينونة في القصيدة امدتها بالقوة من جديد. وكما استعرض د. العمري معظم قصائد الديوان، حيث وقف على جماليات اللغة وتشكيلاتها، معرجا على حضور المرأة في متون القصائد وبصور متعددة، مبينا أن المرأة هي التي تستطيع أن تخلق من الشاعر الإنسان، وهي التي تعيده الى وعيه بعد ان أفقدته ذلك الوعي، وهي التي تمنحه الحياة بعد أن سلبته كل الحياة، مدللا ومستشهدا على ذلك ببعض المقاطع الشعرية من الديوان. إلى ذلك قرأ الشاعر الأسمر مجموعة من قصائد الديوان وأخرى من خارج الديوان، من مثل:»حكمة الفاتنة، غيم جبان، وامرأة من أجل القصيدة»، قصائد لا تخلو من فتنة الروح وعذاباتها وحكمة القول الشعري المسافر في أوجاع المعشوقة وأوجاع الذاكرة المسكونة باسئلة الحنين والعتمة التي تغلف القلوب، قصائد استحوذت على إعجاب الحضور لفنيتها العالية ولطريقة الإلقاء الممسرحة للقصائد. من قصيدته «حكمة الفاتنة»، نقتطف هذا المقطع:»سيدي الليل/ سأقول للنجم سرّي/لقد انسرت هيبتي /عندما نخر سوس الغياب عصاي /وعلمَ الهدهد عن وفاتي وغاب/ سيدي الليل /تمرّد الجنُّ عليّ وتكسّرت أجنحة الريح تحتي/ لا بساط يحملني /كي أحارب من أجل ياسمينة على جدار الروح/ وأصرع الذاكرة/من سيأتيني بنبأٍ عني لأعطيه نصف علمي بأوجاع الذاكرة/ ونصف معي في القبر/ يُدَرّبُ أسئلة الظلام/ على حكمة الفاتنة». ومن قصيدته «غيم جبان»، قرأ: «غيمٌ جبان يُطلُّ على البحر من شرفة الذاكرة/والبحر يعطي سرّه أو موجه/ لفضاءٍ يحضن نجمة مشغولة بغموض العاطفة/مرضٌ في عروق الليل/ يثرهق عشبة الأحلام على وجه المدى/ونحلة تأوي إلى قمم الأغنيات/ لتمتصّ رحيق الحنين/ وتلسعني بأسماء الغائبين وقصيدته «إمرأة من أجل القصيدة»، يقول فيها: «بنصف أغنية ونصف بكاء /يرسم شاعرٌ صورة إمرأة /في الكلام/ويُربّي لها على حبّة قمحٍ /طقوس المنام/بنصف أغنية ونصف بكاء /تُهيءُ امرأة لشاعر أرض جفونها في السماء/يتلمّسُ بقُبلة نجمةً/ ويُؤَوّلُ لها وردة في الخيال/يُزَوّجُ عقارب وقته من نبض يديها/ ليكسر ايقاع المساء/ويفاجيءَ على أصابعها هديل الحمام/ قد لا يلتقيان/وقد يلتقيان على شرفة في القصيدة/ولكن مصادفة / عند آخر دمعة هاربة/يختلفان/ يتجاذبان/ يتنافران/ يتوالدان/ يغتسلان بشهوة الشعر/عند مضاجعة الفضاء على سرير التجلّي/يكتبان شكل الضباب/ ويعتليان معاً/عرش المعاني للمفردات الغامضة»

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى