لهلبة

لهلبة

المحامي خلدون محمد الرواشدة


أنا احب الفلفل بجميع انواعه ، وعلى الأخص الفلفل الأخضر ، وللعلم هو أيضا انواع فمنه الفلفل الحلو وهناك الفلفل الحار وهناك نوع ثالث يقع ما بين وبين يسمى “الشرابي” .
بصراحة انا أريد ان اركز على الفلفل الحار لا لأنه فقط المفضل لدي ، انما لما يصاحب هذا النوع من حركات وطقوس لا ارادية ، فمثلا أكل الفلفل الحار يصاحبه احمرار في الوجه ويصاحبه على الاغلب قحة حادة على خلاف الانواع الأخرى من الفلفل الأخضر ، هناك ايضا حركة لا أرادية يقوم بها اللسان من جراء أكل الفلفل الحار تشبه الى حد قريب حركة الزغردة . هذه الأمور اللا ارادية يتبعها سؤال محدد لمن يأكل الفلفل هو : شو حار ؟؟؟ والمقصود في ذلك هو الفلفل .
في العادة الاجابة واحدة ألا وهي : ” بلهلب ” .
فيسارع المتلهلب بتناول كأس من الماء لاطفاء اللهلبة ومع هذا يبقى مفعولها مستمرا .
الأمر لا يقف عند اللهلبة فقط ، اذ بينما تقوم “مريم” بعمل قلاية بندورة لزوجها “خليل” وكما يحبها بالبصل والفلفل ، ولكونها قد فرمت الفلفل أولا ثم تلت ذلك بفرم البصل ، ولكون فرم البصل يسبب سيلان الدموع من عيني “مريم” ، فانها تقوم بحركة لا أرادية ايضا بمسح عيونها بيدها متناسية أن رائحة وطعم الفلفل الحار مازالت عالقة بهما ، فيصيبها الألم من حرقة الفلفل في عيونها .
لن تجد “مريم” تعبيرا لوصف هذا الألم سوى بتعبير واحد هو ” بشعط شعط”
عندما أقرأ الأخبار المترامية هنا وهناك سواء المحلية أو العالمية واسمع عن تسونامي التغيير وعن انتشار الفساد والرذيلة وما يحدث في المنطقة من احداث ، أقف محتارا بالتعبير عن هذه الأوضاع وما آل اليه الناس والعالم حولي في هذا الزمن .
في الحقيقة : لا اجد تعبيرا شاملا جامعا مانعا أكثر من ان الأوضاع ملهلبة وبتشعط شعط .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى