إلى أمي… الراحلة عن قصد قلب / إكرام الخصاونة

إلى أمي… الراحلة عن قصد قلب ….

عادة ما نخاطب ( الموت)، ونعاتبه كيف به يسرق من بيننا الأحباب، كيف يتسلل هكذا خفية عن أصابع اليدين ويخطف من حياتنا من منحونا الحياة….!!!
ولكني يا أمي هذه المرة، لن أعاتب هذا الموت وسطوته، بل أعاتب قلبك أنتِ، قلبكِ الذي أكل الوجع من حوافه ففاض حزناً حتى استدعى الموت ليحمله وهناً على وهن…..
قلبك أنت يا أمي …الذي تنفسنا من رحمه…كيف به يختنق بالحياة وبنا هكذا على حين وجع…!!!!!
كنت ألمح « كل شيء » في عينيك بعد كل «لا شيء» تأتي لسؤال « ما بك؟؟»… «كل شيء» كانت تقول كل الحزن…كانت تمتص الوجع وتتجرع مرارته.. وتلوي ذراع الحياة بك…حتى لفظتها روحك سئماً من أنين الروح….
طالت جدائل الحزن على كتفيكِ يا أمي…وسطوة الشيب تأن كل ليلة على وسادتك….. فتضيق بك الحياة على رحبها…وتضيق بك قلوبنا على اتساع أحضانها……فلم يكن بك إلا أن تقصي الضفائر وتغادري هكذا بكل ما في الحزن من وداعة وهيبة وسكينة…. غادرتي هكذا بصمت طائر غفى في عشه… بوداعة جدول ماء في حضن سهل أخضر ….. بضجيج حزن شجرة تموت واقفة وفي قلب ساقها كل الوجع…… اغمضت العيون وغفوت كحمامة برية وديعة على نافذة بيتنا….
لوجهك السلام…لرمشك السلام…..لنظرة الحزن تقطر من عينيك السلام……لطيب ابتسامتك السلام…..لقلقك وأنينك وخوفك السلام…..لخطوط العمر في راحتيك السلام…..لأنفاسك المتعبة السلام….ولملح الأدمع المحفور على وجنتيك كل السلام….
وسلام الله على مرقدك….
ولنا الصبر والصبر لنا….

في الذكرى السنوية الأولى لرحيلك

14حزيران 2018

مقالات ذات صلة

ابنتك
إكرام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى