صدق وكذب / جروان المعاني

صدق وكذب
صدق مجلس الأمن حين وصف الحرب على اليمن بالعبثية وكذب أحمد جبريل حين صرح أن تحرير القدس يبدأ باحتلال إيران للأردن حيث سيقوم هو وأتباعه وجيش إيران الجرار بالهجوم على دولة الكيان الصهيوني، ما اقرب الجولان عليك لو كنت صادقا خاصة وان العدو يوميا يشن غارات على سوريا .!
صدق ترامب حين أخبر ساخراً عن حاجة شرق بلاده للاحتباس الحراري للتخفيف من برودة الأجواء وبرغم إقراري بغبائه إلا انه صدق مع شعبه وها هو الاقتصاد الأمريكي ينتعش في حين اقتصاديات دول الأثرياء في بلاد الخليج تتقهقر وقريبا سيصبح سعر النفط في السعودية والإمارات يباع للمواطنين بالأسعار العالمية حيث سيمارس ترامب صدقه مرة أخرى ويضع يده على النفط ويبيعه لحكومات الخليج بالسعر الذي يريده، وما زال في الخليج من يحاول تدمير قطر ويهاجم ويسيء لتونس والسودان .
صدق تامر حسني وكذب مهاجموه مع أني لا أحب صوته ولا شكل الرومانسية التي يمارسها، فقد بلغت من العمر عتيا وما زالت هناك سيدة تكبرني بثلاثين عاما كلما رأتني تأخذني لحضنها بحنان عجيب واقبل يدها وخديها إجلالا لها ولما تقدمه للمجتمع من خدمات، فلماذا هذا الانشغال بصورة لعجوز تأخذ تامر بحضنها وكلي ثقة أنها لا غاية سيئة عندها .
صدق نتنياهو ومن قبله الصهاينة حين وعدوا بأن القدس عاصمة لكيانهم المُغتصِب وكذبنا حين ادعينا أن هذا الكيان هش وسينهار، فقد بنيت هذه ) الدولة المصطنعة( على العلم والديمقراطية فآمن بها شعبها ويكاد يعيش رفاهية تفوق دول الخليج مجتمعة كما وإنها تمتلك جيشاً حديثاً قادراً على الوصول لأبعد نقطة في بلاد العرب بأيام وربما بساعات، فعلاما نكذب على أنفسنا ونحن نعلم أنه لا حول لنا ولا قوة في منع مخططاتها إلا من خلال حربٍ لا تبقي ولا تذر وأن كل المواقف الدولية والشعارات والخطابات لحكام الأمة العربية لن يعيدوا ذرة تراب من فلسطين إلا بمشيئة أمريكا والكيان المُغتصِب.!
يكاد العام 2017م المشئوم ينزلق وتتحطم أيامه على مدخل عام 2018م ونحن نزداد انقساما ويزداد فينا الموت وتزداد أعداد الأميين ويتغلغل الجهل والفقر في حنايا حياتنا ويستأسد الحكام على الشعوب من خلال توسيع وزيادة أعداد القواعد العسكرية الأجنبية على الأرض العربية وكل من سيحاول الاعتداء عليها أو حتى رفض وجودها سيكون عرضة للمسائلة أو القتل .
نعم وصلت الأحوال إلى حدود أن تصبح العروبة والإسلام سُبة لمعتنقيها، وصار كل مناديٍ لتبني قيم الإسلام والعروبة إرهابي وعنصري، وهنا لا أضيف جديدا، ولا وسيلة أمامنا للحفاظ على حياتنا بعيدا عن الموت إلا بالموت.!
ما يحزنني هو ما تركناه للجيل القادم من إرثٍ لا طاقة لهم على حمله، ويزداد حزني كلما نظرت لمكتبتي ووقعت عيني على كتب عمالقة الفكر والأدب العربي، ويصبح الخوف اقرب للموت حين يسألني أطفالي عن محمد الدرة وأطفال اليمن وغزة وغوطة الشام ومن يقتلهم/ ويصل الخوف والموت منتهاه حين أدرك أن حكومتنا الرشيدة سترفع أسعار الخبز ولا تشجع الفلاح على زراعة القمح، حينها أقول: يا الله بدل الأحوال فإن استمرت الأمور على هذا الشكل لن تجد في بلاد العرب من يعبدك إنك وحدك القادر ونحن ضعفاء .!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى