الطريق إلى روما / ميس داغر

الطريق إلى روما

أدمنتُ هذه العادة منذ طفولتي. ماذا أخبركم لأخبركم! إنها أشبه بمتلازمة كروموسومية أكثر منها عادة. لديّ موهبة ربّانية في اكتشاف مشاكل الآخرين. وهذا لا يعني أنني لا أمر بأية مشاكل، لكنّ عادتي في اكتشاف المشاكل منصبّة –لا إرادياً- على الآخرين.
ففي أيام المدرسة، كنتُ مولعاً بتقصّي المشاكل التي يقع فيها تلاميذ الصفوف المجاورة لصفي، ومن ثمّ فضحهم في الأوقات المناسبة. صحيحٌ أنّ الشكاوى المتكررة بحقي أدت إلى فصلي من المدرسة، إلاّ أنّ هذا لا يهمّ مقابل ما خرجتُ به بعد الفصل من حصيلة معلوماتية هائلة حول أهمّ المشاكل التي يمرّ بها طلبة الصفوف المجاورة.
أثناء عملي السابق في توزيع البضائع لدى قسم التوزيع في شركة تجارية، باستطاعتكم التخمين كيف كان الحال. لقد قدمّتُ لإدارة الشركة تقريراً مفصّلاً بأهمّ الأخطاء في عمل قسمَيّ الاستيراد والموارد البشرية. أصررتُ على كشف سوءات هذين القسمين أمام الجميع، حتى لو أدى هذا إلى تسريحي من العمل، وهو ما تمّ.
قبل طلاقي – وأصدقكم القول إنني لا أعلم حتى اللحظة لماذا طلبت زوجتي الطلاق مني- قمتُ بتشخيص مشاكل عشرات الأزواج من معارفي. هذا عدا عن قاموسي الذي كوّنته بخصوص مشاكل كافة الجيران في حيّنا. كلّ أوقات تواجدي في البيت كنتُ أقضيها في البلكونة، حيث يُتاح لي تقصّي أصوات مشاجرات الجيران وتشخيص الآفات التي تفتك ببيوتهم.
أشعر أنني أطلتُ في الإجابة. ذكّروني، ماذا كان السؤال؟ اه نعم تذكرت.. كنتم سألتموني كيف وصلتُ إلى زعامة حزبٍ سياسي فلسطيني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى