تصاعد المخاوف حول الوضع الصحي للسلطان قابوس

سواليف
تصاعدت المخاوف حول الوضع الصحي لسلطان عمان قابوس بن سعيد، وكانت صحيفة “الغارديان” نشرت أمس تقريرا أكدت فيه أن سلطنة عمان بدأت بالتحضير لعملية خلافة السلطان الذي تراجعت صحته بشكل كبير.

وقال باتريك وينتور، المحرر الدبلوماسي في تقريره إن نقاشا دقيقا يجري في البلاط الملكي في عمان حول من سيخلف السلطان قابوس الذي حكم البلاد منذ عام 1950 إلا أن صحته تتدهور. وتقتضي مراسيم الخلافة فتح رسائل مغلقة تحدد خيار السلطان وما يجب عمله حال لم يتفق البلاط بينهم حول الخليفة. ويقول الكاتب إن السلطان قابوس ظل جزءا رئيسيا من سياسة الشرق الأوسط في العقود الأربعة الماضية، وعاد من بلجيكا حيث عولج من سرطان القولون والذي عاد مرة أخرى. وتم قطع رحلة العلاج وعاد السلطان إلى بلاده حيث كان من المتوقع أن يظل في بلجيكا حتى نهاية كانون الثاني (يناير).

السلطان قابوس وضع رسالة داخل خزانة ، بقصره الملون الذي يشبه معبدا يابانيا، تحتوي على إسم خليفته، الذي لا يعرفه أحد.

وحكم السلطان الذي قاد انقلابا أبيض بمساعدة من بريطانيا عام 1970 وسافر للعلاج مرتين على الأقل منذ عام 2014. ولم ينجب قابوس أولادا ولم يحدد خليفته ولكنه سجل سرا وصيته في رسالة مختومة موجهة لمجلس العائلة. وتحكم عائلة البوسعيد سلطنة عمان منذ منتصف القرن الثامن عشر. وتنص المادة السادسة في القانون الأساسي العماني على أن تختار العائلة خليفة بعد ثلاثة أيام من وفاة السلطان. وفي حالة فشلهم في التوصل لاتفاق فإن مجلس الدفاع الوطني ورئيس المحكمة العليا ورئيس الغرفة العليا والدنيا من مجلس الشورى يفتحون معا الرسالة الأولى ويعينون خيار السلطان على عرش السلطنة.

وتهدف السرية حول هوية السلطان القادم إلى الحفاظ على سلطة السلطان أثناء حياته. وهناك مغلفان أحدهما محفوظ في قصر سلطاني في ميناء صلالة جنوبي البلاد.

وانتشرت تقارير حول نسخة من رسالة يتم تحضيرها ونقلها إلى مسقط من أجل فتحها نظرا لخطورة الحالة الصحية للسلطان والخلافات التي لم يتم حلها في المجلس. وتقول معظم التقارير إن الرسالة تحمل نفس الاسم الموجود في الرسالة الأولى أو إن هذه الرسالة بحاجة للتأكد من صحتها.

وشهدت عمان في عهد السلطان نهضة إصلاحية، واتسمت سياسة السلطان الذي تعلم في بريطانيا بالحيادية ولعب دور الوساطة خاصة بين إيران والولايات المتحدة التي قادت إلى توقيع المعاهدة النووية في عام 2015. وتجري فيها جهود الوساطة بين السعودية والحوثيين في اليمن. وتقوم سياسة عمان على “صداقة مع الجميع لا عداوة”، ورفضت عمان دعم أي طرف في النزاع الحالي بين الإمارات والسعودية من جهة وقطر من جهة أخرى.

وكانت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية قالت مؤخرا إن مسألة الخلافة في سلطنة عمان، تبدو غامضة في ظل عدم وجود ابن ولا ولي للعهد، للسلطان قابوس بن سعيد.

وقالت الصحيفة إن السلطان قابوس وضع رسالة داخل خزانة ، بقصره الملون الذي يشبه معبدا يابانيا، تحتوي على إسم خليفته؛ ولا أحد غيره يعرف من سيكون سعيد الحظ الذي تم اختياره ليكون حاكم البلاد القادم.

ولتعقيد معادلة الخلافة على رأس هذه الدولة الاستثنائية في جنوب شبه الجزيرة العربية؛ أكدت “لوفيغارو” أنّ السلطان قابوس وضع رسالة ثانية في خزانة أخرى بقصره بصلالة في منطقة ظفار، مسقط رأس والدته. ويرجح الدبلوماسيون الغربيون في مسقط، احتواء الرسالتين على نفس الاسم الذي اختاره السلطان قابوس لخلافته.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن المليوني ونصف عُماني يتجنبون تماماً الخوض في هذه القضية الحساسة – ناهيك عن المليوني عامل أجنبي المقيمين في البلاد – خاصة وأن وضع السلطان الصحي يبدو أفضل منذ عودته قبل نحو عامين من رحلة علاج طويلة في ألمانيا من مرض سرطان القولون. وقد استقبل قبل أسبوعين في قصرة “بيت البركة” في السيب؛ جيريمي هانت ، وزير خارجية بريطانيا، القوة الاستعمارية السابقة التي تحتفظ بنفوذ كبير مع السلطان الذي تم تدريبه في أكاديمية ساندهيرست العسكرية.

لوفيغارو: السلطان قابوس، ورغم أنه يتميز بكونه صديقا للجميع؛ لكنه يبدو حذراً جداً من أطماع جيرانه السعوديين والإماراتيين. وفسر باحث استقباله لنتنياهو أنه ربما يريد حماية إسرائيل للسلطنة من السعودية والإمارات بعد وفاته.

“لوفيغارو”؛ أشارت إلى أن السلطان قابوس، ورغم أنه يتميز بكونه صديقا للجميع للإيرانيين والأمريكيين وحتى الاسرائيليين؛ لكنه يبدو حذراً جداً من جيرانه السعوديين والإماراتيين، الذين لديهم أطماع في إيجاد موطئ قدم لهم في السلطنة، ما بعد رحيله. ويفسر أحد الباحثين، استقبال السلطان قابوس لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم الموساد ، في أكتوبر / تشرين الأول الماضي، على أنه ربما يكون بهدف الحصول على حماية اسرائيلية في حال أرادت السعودية والإمارات مهاجمة السلطنة بعد وفاة قابوس الذي ظل ضامناً لاستقرارها.

وتابعت الصحيفة الفرنسية التوضيح أن القرارات المصيرية في سلطنة عمان، يتم اتخاذها حالياً في “مكتب السلطان” الذي يترأسه اللواء سلطان النعماني، الرجل الثاني الحقيقي في النظام، والذي سيتولى المهمة الثقيلة لفتح الرسالتين السريتين في حال لم تتفق العائلة الحاكمة على تسمية خليفة للسلطان. حيث سيكون أمام 40 من الأمراء ثلاثة أيام بعد وفاة السلطان قابوس، لاختيار خليفة له بالتوافق.

وأكدت “لوفيغارو” أنه يتم حالياً تداول ثلاثة أو أربعة أسماء: ابن عم السلطان قابوس، أسعد بن طارق ، الذي تمت ترقيته لمنصب نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الشؤون الدولية. ثم اخوة الرئيس غير الشقيقين هيثم وشهاب. وأيضا الشاب تيمور نجل أسعد بن طارق؛ الذي قد يكون “ الشباب” على غرار ما تم في قطر والسعودية، والذي من شأنه أن يضمن استمرارية في السلطة على المدى الطويل.

وخلصت “لوفيغارو“ إلى القول إن الُعمانيين وإن كانوا واثقين من أن العائلة الحاكمة في بلادهم ليست غبية لتمزيق نفسها بعد رحيل السلطان قابوس؛ إلاّ أنّ العديد منهم يفضّل أن يتنازل قابوس عن العرش ويعين خليفة له قبل وفاته؛ وذلك تجنباً لأي شكوك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى