تيلرسون واغتصاب بالتوافق .! / جروان المعاني

تيلرسون واغتصاب بالتوافق .!
تتعدد اشكال الاغتصاب واوجه المغتصبين، فمنهم من يمارسه فعلا جنسيا وحشياً على طفل أو انثى بريئة قاصر يتم تزويجها لرجل بالغ ثري فتنجب بسن الرابعة عشرة اول اطفالها.!
ومنهم من يستخدم الطلقة ليغتصب الارواح ببرودة اعصاب، كما الحال في اليمن وليبيا والعراق وسوريا، ومنهم من يغتصب الفكر والعقل ويهمش الشعوب ليستحوذ هو على متع الدنيا، فيمارس رجال الامر بالمعروف سطوتهم، ويتدخل رجال الامن في كل المارين على ارصفة الشوارع، يصبح الجميع خادش للحياء العام والجلوس حتى مع زوجتك وبنتك اتهام، حتى تُثبت انها زوجتك ونمسي جميعا شركاء بفعل الاغتصاب فاعلا ومفعول به، واخطر اشكال الاغتصاب ذاك الذي تمارسه امريكا بالتوافق مع الحكام .!
موهوم من يعتقد ان تيلرسون وزير خارجية امريكا قد اخفق في وساطته لحل الخلاف بين قطر ودول الخليج، بل نجح ولأبعد حد بتحقيق اهداف وساطته، فالتزامه الصمت وعودته لامريكا بعد اربعة ايام من الحركة المكوكية تذكرني بما حدث عام1990م حين وقع العراق في مطب الخدعة الامريكية، وبالتالي خضوع الدولة العربية الاقوى للحكم الاستعماري الامريكي المباشر وتعيين بريمر رئيسا مؤقتا للعراق، واقع الحال ان تيلرسون اسس لحربٍ جديدة خليجية.
لأمريكا عشرات الالوف من الجنود ومشاة البحرية في الخليج منهم 130الف جندي في الكويت وحدها، وعدد هائل من الطائرات الحربية في الظهران وقاعدة الامير سلطان، وكذلك في البحرين وبقية دول الخليج بما فيها قطر، ولعل اختفاء مقاتلي داعش في الموصل وغيرها هو احد مقدمات ترتيب الدمار القادم على الخليج، فامريكا على قناعة تامة ان الارهاب الحقيقي تفرخه مجتمعاتنا الاسلامية، خاصة الارهاب الذي يهدد أمن اسرائيل .!
في حديث تلفزيوني مع قناة إن بي سي قال ترامب مخاطبا منتخبيه (سواء أحببنا ذلك أم لم نحببه، لدينا أشخاص دعموا السعودية، أنا لا أمانع بذلك ولكننا تكبدنا الكثير من المصاريف دون أن نحصل على شيء بالمقابل،عليهم أن يدفعوا لنا، والسعودية ستكون في ورطة كبيرة قريبا بسبب داعش، وستحتاج لمساعدتنا، لولانا لما وجدت وما كان لها أن تبقى) .
ما يميز الرئيس الامريكي ترامب انه سياسي جلف متعالي لا علاقة له بالدبلوماسية ولا اعتقد ابدا انه وصل لدفة الحكم الا بسبب صراحته التي احتاج الناخب الامريكي لها، وكان اكثر تصريحات ترامب خطورة اعلانه الصريح ان ثروات الخليج يجب ان يكون ثلاثة ارباع منها لامريكا مقابل ما تقدمه لها من حماية .
السؤال الذي يُلح، ممن تريد امريكا ان تحمي الخليج؟ بالتاكيد ليس من تركيا او واسرائيل، لكن ربما من اتباع ايران، ولو اردنا ان نعرف من اتباع ايران الذين يهددون انظمة الخليج، سنجد انهم كثيرون ومنهم من يتبعها ويتحالف معها دون وعي او تنسيق، ومنهم من اغتصبته الانظمة فصار كارهاً حانقاً عليها، وعلى سبيل المثال لا الحصر الفقراء المعدمين ببلاد النفط الاسود، ومنهم الشعراء والادباء والمفكرين والنساء الذين مورست عليهم ابشع اشكال الاضطهاد والتهميش، هكذا تتحالف المصالح فيدفع الحكام مقابل حمايتهم وبقاءهم في السلطة، فنغتصب ونقتل بعضنا ويقل الارهاب الرسمي والشعبي فتستفرد اسرائيل بالجمل وما حمل وستجد بيننا من يناصرها ..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى