صفات العَظَمةُ والعبقريةُ للقادةِ السياسيين

صفات العَظَمةُ والعبقريةُ للقادةِ السياسيين
موسى العدوان

يقول المارشال البريطاني الشهير مونتغمري في وصف العظماء السياسيين كما يلي وأقتبس : ” لا أعتقد أن الرجل يوصف بالعظمة والعبقرية في مجال الزعامة الوطنية، ما لم يحقق عملا نافعا لبلاده وأمته، عملا خالدا يبقى على مر الزمن.
لقد ذكرت سابقا الصفات التي يجب أن تتوفر في القائد، والتي تتلخص في قوة الشخصية والحزم وحسم الأمور. وهذه الصفات قد لا تفيد القائد السياسي في الأوقات العادية، ولكنها قد تنفعه في الأوقات العصيبة، وعندما تصبح الأمة في حاجة ملحّة إلى القائد الذي يصلح لإقامة البناء، القائد الذي يمكن الاعتماد عليه، ليبدأ المهمة معرضا نفسه للمخاطر إذا استدعى الحال، وحيث تبدو الأمور في صورة مختلفة تماما.
وكما يحدث عندما تثور البحار فتلفظ بعض الأشياء إلى السطح فإن الرجل البعيد النظر، الرجل ذا الشخصية القوية يخرج إلى السطح عندما تتأزم الأمور. فالأمة تحتاج إلى هذا الرجل، وسيصرخ العالم دائما طلبا لهؤلاء الرجال الحازمين ذوي الشخصية عندما يلوح الخطر.
هؤلاء الرجال الذين يثقون في أنفسهم، وعلى أتم استعداد لتولي زمام المواقف في الظروف الاضطرارية، هؤلاء الرجال القادرين على بذل التضحيات، ولديهم الشجاعة والتصميم والقدرة على الصمود إلى النهاية .
وأحسن مثال يمكن أن أقدمه لهؤلاء الرجال ( ونستون تشرشل ) الذي هجرته أمته بعد أن أدى مهمته، ولكنه أنقذ بريطانيا والحضارة الغربية، في وقت من الأوقات “. انتهى الاقتباس.
* * *
التعليق : لو تابعنا مقالات الكتاب والأهازيج التي تبثها الفضائيات العربية هذه الأيام، لفوجئنا بحجم صفات العظمة والعبقرية والفروسية، التي تسبغها تلك الفضائيات على زعمائها خلافا للحقيقة. إذ لم يشاهد مواطنوها أية إنجازات أو أعمال حقيقية، يمكن أن يسجّلها التاريخ.
إلاّ إذا استثنينا الانبطاح والخضوع لرغبات الدول الكبرى والدعوة بشكل أو بآخر، لعودة الاستعمار مجددا إلى أوطانهم، معززا باتفاقيات التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ضاربين بعرض الحائط كل التضحيات بالأرواح والأموال المقدّمَة، في سبيل الدفاع عن أوطانهم وشعوبهم.
فهل يمكن أن تصحو الضمائر، ويُعاد تصويب المسيرة بما يرضي الله ويخدم الأوطان وشعوبها المستضعفة ؟
التاريخ : 25 / 1 / 2021

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى