خبير استراتيجي يقترح بديلا عن حظر التجول ويرفض توزيع الغذاء للمنازل

سواليف
اشاد الخبير الاستراتيجي اللواء المتقاعد مأمون ابو نوار باجراءات الحكومة في الاحتواء والعزل، والاجراءات الصارمة التي هدفت الى الحفاظ على سلامة المواطنين ومنع الاشخاص من الاقتراب جسديا لبعضهم البعض، الامر الذي يقلل الى حد كبير من نقل الفيروس.

ودعا ابو نوار المواطنين الى التعامل مع الاخرين وكأنهم يحملون الفيروس لسلامتهم وسلامة الاخرين، واتباع اجراءات الحكومة محذرا من افشال جهود الدولة.

وقال إن مؤشر الصعود مؤخرا قد يؤدي الى سوء الحال قبل ان تتحسن الامور، مرجحا أن عدد الاصابات تأثر بتهافت المواطنين على الاسواق يوم الجمعة الماضي والذي ادى الى اختلاط كبير.

وبين أنه لا يرى أن الاغلاق التام “حظر التجول” هو الخيار الوحيد المتوفر لدى الأردن، مشيرا الى ان الحكومة تستطيع تخفيف هذا التشدد في بعض الاحيان ثم اعادة فرضه عند ارتفاع عدد الحالات المصابة، قائلا: “اقصد هنا التسوق المضبوط”.

ويرى الخبير الاستراتتيجي ابو نوار أن السماح للمواطنين بالخروج “التسوق المضبوط” قد لا يكون سيناريو جاذب للحكومة في هذا الوقت، الا انه مطلوب لكسب المناعة للمواطن، مؤكدا أن الكثير من الدول تتبع هذا الاجراء كهولندا وبريطانيا، مشيرا الى ان الهدف هو تقليل عدد المتسوقين في ذات الوقت.

وأكد أنه لا بد من وضع استراتيجية في هذا الخصوص مشيرا الى قدرة الأردن على ذلك بوعي المواطن ووضع الادارات المتخصصة لتنفيذ هذه الاستراتيجية، مقترحا تخصيص ساعات الشراء الاولى لكبار السن الاكثر عرضة للاصابة بالفيروس.

وقال “أعتقد أنه من الضروري أن نرى مقاييس الحرارة تستخدم كفحص اختبار للمواطنين عند دخولهم لمراكز التسوق لكشف هذه الاصابات واعطاء الطمأنينة للمواطن حول هذه الاجراءات”.

وابدى الخبير العسكري ابو نوار رفضه لمقترحات ان تقوم الدولة بتأمين المواد الغذائية لمنازل المواطنين، من خلال الجيش والامن العام او مراكز التسوق نفسها، قائلا إن هذا غير معقول منطقيا ويفوق طاقتنا ويشتت جهدنا الوطني للقضاء على فيروس كورونا.

وبين أن اغلاق المجتمع لعدة أشهر الى حين ظهور اللقاح الخاص بكورونا، تكاليفه باهظة على الاقتصاد والحياة الاجتماعية والصحة العقلية للمواطن.

وأكد أن هناك دول ناجحة جدا استطاعت السيطرة على الفيروس او الجائحة، ومنها النموذج الكوري الجنوبي، والذي استخدم اجراءات عزل صارمة، فيما ساعدت محطات الاختبار الموزعة في جميع انحاء كوريا الجنوبية بالسيطرة على الوباء اضافة الى تفعيل التتبع الالكتروني والعزل والحجز المنزلي الصحي.

وقال إن هذا النموذج كان ناجحا جدا بالعثور على الاصابات ومتابعة كل تعرض محتمل بكسر سلسلة الانتقال المحتملة، والذي ساعدها بذلك كاميرات التصوير من جهة، وبشكل أكبر اعتمادها على البنية الالكترونية “شبكة الاتصالات” كاحدى ادوات السيطرة على هذه الاصابات والحد من انتقالها من خلال وضع البؤر الساخنة للفيروس ووضعها على الخرائط والمواقع الجغرافية على الهواتف النقالة للمواطنين ومتابعة الاشخاص اذا كان عليهم حجز منزلي او اي عملية تنقل يقومون بها.

واشار الى أن عملية التتبع هذه ساهمت بشكل كبير في كشف الاصابات، متمنيا ان تقوم هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في الأردن بالاستفسار عن هذا الوضع وادارة مثل هذا الملف بالتعاون مع شبكات الاتصال الامر الذي يساعد الحكومة في ضبط الامور بشكل جيد ويساعد في الحد من انتقال الفيروس وابطائه.

وقال ابو نوار إن العديد من الدول وضعت تدابيرا لمواجهة كورونا تختلف من دولة الى اخرى حتى داخل البلد ذاته، مؤكدا أن الأردن بعون سيتغلب على هذه العاصفة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى