عندما تبكي الحرائر ؟! / ديما الرجبي

عندما تبكي الحرائر ؟!
السجون مُثقلةً بهمسهن ، صراخهن، إستجدائهن، حيائهن، وواقعهن … ودون جدوى ؟!

تِلك أُوقِفَت لأنها شاركت دون قصد و ربما تعثرت بحذاء إبنها وهي تستجديه أن يُسرع قبل أن يصلوا إليهم ، فما أن رفعت رأسها حتى وجدت نفسها في منفى الأنظمة الداعرة التي تفترس الحياء وتعاقبهُ وتُنكل في كيانهِ الرؤوم … يغتالون العِرض ويدُ الأمم المتحدة وحقوق الإنسان مبتورةَ عن عونهم ؟!

ولا نلوم عليهم فنحن في عصر “لا معتصماه ” فيه، فلا غرابةَ أن تخرج إحدى الحرائر وهي تروي قصةَ البغضاء والنكراء والتهاون والمقت الذي حلّ بها في معتقلاتهم الكريهة ؟! ولا تدري كيف خرجت ومتى وكيف ومن هي الآن ؟! ولا تعلم أبجديات ” الخزي ” الذي سيلحق بها لمجرد أنها ” إمرأة ” علماً أنها “قتيلةٌ” أودعَت في سجنٍ يمتهن سلخ الكرامة .

جُلّ ذنب أي إحداهن أنهن أحببن وطناً لا يبادلهن الحُب ؟!!

نساءٌ بأعمار أمهاتنا يُغتصبن ويُنكل بهن في سجون الأنظمة السادية ولا نملك حقَ المطالبة بالإفراج عنهن ؟!
تلك سيقت لآخرتها الدنيوية لأنها كانت تناور قنبلةَ علمت موطن تواجدها لتجد نفسها تتمنى لو طالها الموت بدلاً من أياديهم السوداء ؟!
وأخرى في عمر الورود أعتقلت لأن ” جغرافيتها ” تعني المعارضة ليغرسوا الشوك في بذورها فتنبت حقداً ولوماً وكرهاً لربيع عمرها بل ولطبيعة تكوينها ؟!
وكثيراتٌ هُنّ ولسنا ببعيدين عن قصصهن ولا تخيل حجم المعاناة التي تلتفحهن وما زلنا نطبق أسناننا غيظاً وقهراً على هكذا حالٌ وصلت إليه أمتنا ؟!
عندما تبكي الحرائر فهن لايبكين على كيانهن المغتصب .. بل هي دموع الألم على تخاذل الأمم عن إنقاذهن من براثن الطغاة والفاسدين ؟!
رجالٌ يعتقلون ولا يحتملون ما يحدث في سراديب تلك الأبواب المغلقة فما بالنا بإمرأة ، طفلة ، مراهقة ، عجوز ؟!!
إلى متى ستبقى تلك المعتقلات المقيتة تمارس ساديتها على الحرائر ؟
إلى متى ستبقى المرأة تُجرم بخلقها ؟!
إلى متى سيبقى هذا الصمت الأممي الذي جعل من مصابهن أشد ظُلماً من المُعتقل ؟
من يجبُرُ كسرها بعد أن مُزقت كرامتها وبُعثرت ونُهشت من الذئاب البشرية ؟

لا أملك أن أقول سوى الله المُستعان … على ما يفعلون ..

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى