الإبرة التي طبّعتْ في ذراعي

الإبرة التي طبّعتْ في ذراعي / كامل النصيرات

كلّ الإبَر التي أخذتها في حياتي وهي أكثر من كثيرة لم تترك أثراً في جسدي أو لم « يُعلِّمْ « مكانها أو لم «يُطَبِّعْ» إلاّ إبرة واحدة أيّام المدرسة في الابتدائي ما زال مكانها نافخاً للآن وكأنه ختم أو وسم على أعلى ذراعي اليسرى..واكتشفتُ مع الأيام أن هذا المطعوم بالذات «طبّع» في «ذرعان» من أخذوه ذكوراً وإناثاً ولا أعلم للآن لماذا يفعل بنا المطعوم ذلك أم أنه أمر مقصود..ولو تفقّد أيّ منكم ذراعه الآن لوجد الختم رابضاً متكبِّراً متجبِّراً..!

طبعاً؛ أغلبنا كان يحاول أن «يمزط» من التطعيم تلك الفترة؛ كثير منّا كان يبكي قبل التطعيم وأثناءه وبعده؛ ولكنّ ذلك لم يشفع لنا وتَطعّمنا وكل محاولاتنا للهرب والمَزَطان باءت بالفشل.

أتذكّر ذلك وأنا أنتظر إبلاغي بدوري بالتطعيم في لقاح كورونا. متسائلاً: لماذا في تلك المرحلة الابتدائية في المدرسة لم يتم تطعيمنا ضدّ الفساد؟ لماذا لم يبطحونا على الأرض ولم يغزّوا فينا إبرة لقاح فايروس الواسطة والشللية..؟ لماذا لم يشدّونا من شعرنا ويلقحونا ضدّ المفاهيم التي تخنقنا اليوم وتمنع تقدّمنا الفكري بين الأمم..؟ لماذا للآن لا يوجد في ذرعاننا وكل أجسادنا أختام وطبعات لإبر مقاومة لكل أشكال الطاقات السلبية التي تنخر فينا الآن..؟.

مقالات ذات صلة

نحن بحاجة إلى مطعومين ضروريّين يا سادة: لقاح مكافحة الأصنام ولقاح خلِّي الدماغ صاحي..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى