103 سنوات على وعد بلفور … وعد الغدر

سواليف – فادية مقدادي
تصادف اليوم الثاني من تشرين الثاني نوفمبر الذكرى الثالثة بعد المائة لوعد بلفور المشؤوم ، والذي كان غدرا من بريطانيا في ظهر العرب الذين ساندوهم في حربهم ضد الدولة العثمانية وأدت بالتالي إلى سقوط الخلافة الاسلامية ، ووعد بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين العربية .

وعد ممن لا يملك إلى من لا يستحق .. وسرقة وطن وتشريد شعب تزلفا لمشتتين في أصقاع الأرض ، أتوا بهم لفيفا كثيرا إلى أرض مغتصبة وما زالوا .
رسالة غيرت خارطة الشرق الأوسط وتاريخ شعب وأرض ، وأدّت إلى حروب وصراعات على مدى عشرات السنين ، ورغم اتفاقيات السلام والتطبيع الموقعة بين الكيان الغاصب وبعض الأنظمة العربية ، إلا أن الشعوب العربية كافة والشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات ما زالت له الكلمة الأولى والطولى .

2 نوفمبر 1917م
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عُرض على الوزارة وأقرته:
إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوماً بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر بلفور

وعد بلفور فأوفى .. وصار الكيان المحتل حقيقة .. ولكنه بعيد كل البعد عن الحق .
وعد بوطن .. تحول لاحقا الى دولة اعترفت بها دول العالم ، مع إنكار كامل لحق الشعب الأصيل بأرضه ووطنه .
سرقة أمام نظر دول العالم التي تغاضت عن مأساة شعب ، مقابل مصالحها السياسية والاقتصادية والتحالفات الدولية .

رسالة طبعت بحبر أسود ووقعت بحبر أسود .. كتبت تاريخا أسودا .. وأنتجت كوارث ومجازر ومآسٍ ودماء سطرت بالأحمر ، وجعلت من غطرسة المحتل سببا لمواصلة المقاومة جهادها ، وتحديا لاستمراريته ، وإصرارا على حتمية النصر وقهر العدو .

وعد غُلّف بلعنة ، ذاق مرارتها شعب في داخل فلسطين وخارجه ، وما زال .
ولكن لم يحقق سلاما حقيقيا بين الشعوب ، فالشعب المغتصب عدو ، والوطن محتل ، والجهاد مستمر ، والمقاومة لا تنتهي .
يراهنون على سلام يحقق لهم الأمن ، ويوقنون ان الوعد القديم لم يكتمل حتى الآن ، لأن سلام الزعماء يختلف عن سلام الشعوب ، والشعوب لا ترتضي ان يكون الخصم هو الحكم .
ونحن نرمن بوعد الله .. ووعد الله حق .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى