يوم الأرض..يوم الشهداء

يوم الأرض..يوم الشهداء

عبد الكريم أبو زنيمة


اليوم ونحن وكافة القوى الوطنية العربية والإسلامية والشعوب الصديقة نحيي الذكرى الخامسة والاربعين ليوم الأرض؛ فإننا نترحم على كل الشهداء الذين لبوا نداء الأرض وقدموا أرواحهم فداءً لها، يوم الأرض لا يعني يومًا واحداً وإنما هو نضال دائم ومستمر ما بقي جندي صهيوني واحد يدنس أرض الأنبياء ومهد المسيح ومسرى محمد صلى الله عليه وسلم، وبهذه المناسبة فإننا ننحني إجلالاً وإكباراً لصمود وتضحيات الشعب الفلسطيني المتشبث بارضه داخل وخارج الخط الأخضر في مقارعة العدو الصهيوني المحتل كما أننا نوجه تحية إجلال وإكبار لأسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني، ونشيد بدور الأحزاب العربية التي لعبت كتلها البرلمانية الدور الريادي والحقيقي المعارض في الكنيست الإسرائيلي، والتي استطاعت أن تقدم للرأي العالمي العام حقيقة الواقع المؤلم لشعبنا الفلسطيني تحت الاحتلال والتمييز العنصري الذي تمارسه إسرائيل، والتي فضحت حقيقة قانون القومية الإسرائيلي .. اليوم مطلوب من هذه الأحزاب إزالة كل المعوقات لتشكيل لائحة مشتركة لتحقيق الاهداف النضالية الفلسطينية.
تواجه القضية الفلسطينية وأمتنا العربية اليوم أشد المخاطر..فقد جرى خلال العقدين الماضيين تدمير دول عربية ذات ثقل مركزي في مواجهة العدو الصهيوني، وبذات الوقت جرى العمل على تدمير اقتصاد بعض الدول الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت تقيم معاهدات سلام مع الكيان الصهيوني، حيث تم دفعها إلى حافة الإفلاس والانهيار، كما جرى توريط الدول الخليجية بحرب اليمن صهيونية الأهداف لتدمير اقتصادهم ونهب ثرواتهم..كل ذلك بهدف الهيمنة على الخيارات السياسية لهذه الدول تمهيدًا لسيطرة إسرائيل على المنطقة أمنيًا وعسكريًا واقتصاديًا لتحقيق الحلم التوراتي بإقامة مملكة الرب من اليمن والحبشة جنوبًا ومن النيل غربًا إلى الفرات شرقًا ..هذا الحلم بدأت ملامحه وإجراءاته العملية بالظهور ابتداءً بصفقة القرن وتوقيع اتفاقيات سلام مع دول عربية وتسريع وتيرة التطبيع وإقامة تحالفات عسكرية وإعداد البنى التحتية “طرق..موانيء.. سكك.. حديد.. مطارات.. الخ” تكون فيه إسرائيل المتحكم الرئيس وعقدة الربط بعالمنا العربي.
للتصدي للمشاريع الصهيوأمريكية واسقاط اهدافها وامام تواطؤ النظام الرسمي العربي وتحالفاته اللاوطنية وانغماسه معها فأنه على الصعيد الفلسطيني لا بد من إنهاء الانقسام الفلسطيني واجراء حوار وطني شامل في اطار هيئة تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على تنظيم انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية (مجلس تشريعي ومجلس وطني) على أساس نظام التمثيل النسبي تتولى القيادة المنتخبة قيادة النضال الفلسطيني بقرار وإرادة الشعب الفلسطيني بعيدًا عن الابتزازات والاملاءات والضغوطات الخارجية.. أما على الصعيد العربي فانه لا بد من حشد كل القوى الوطنية وتشكيل جبهة وطنية عربية تتصدى للمشروع الصهيوامريكي بكافة الوسائل والاساليب والادوات وتكون داعماً للنضال الفلسطيني ولمحور المقاومة دولاً ومنظمات.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى