دور السحر الهندي في الإنتخابات القادمة / د . ماجد الزبيدي

دور السحر الهندي في الإنتخابات القادمة
(رواية شاهد سماع)
د.ماجد توهان الزبيدي*

ذُهل قادة حرب العدو الصهيوني في حرب رمضان المجيدة عام 1973م، التي قادها الجيشان العربيان البطلان المصري والسوري ،عندما إستخدمت المخابرات العسكرية المصرية لغة الجزء الثالث من شعب النوبة كشيفرة للحرب والعمليات الحربية،مما ساهم في سرعة تحقيق انجازات عسكرية لم يستطع العدو احباطها، لأن أحدا فيه الم يكن قد سمع بهذه اللغة من قبل!!

ولأن الكاتب لايُقال له أي سر ،لعشقه الصحافة منذ أيام السنة الدراسية الأولى من مرحلة البكالوريوس الأول عام 1978م ،وإيمانه بدورها كسلطة رابعة في مراقبة السلطات الثلاث الأخرى :التنفيذية والتشريعية والقضائية ،وكشف تغّولها ،على حقوق المواطنين ،فإنه لم يستطع كتمان سر، أباح له به،البارحة ، صديقه المرشح للإنتخابات القادمة عن “لوائي بني زيد ودرداح، وفي المركز منهما بلدة “عشيرستان” ،سعادة “حمودة ابو السعيد”،ظلّ الكاتب يتمنى عليه السماح له بإذاعة الأمر، إلى أن رق قلبه اخيرا ،فوافق شريطة عدم ذكر الإسم الحقيقي له!!
وإذا وجد من القرّاء من لن يصدّق ماسيقرأ ،فإن الكاتب يبتدىء مقالته بشهادة مشفوعة بالقسم،:”أقسم بالله انا العبد الفقير ماجد ولد خالد توهان الزبيدي، وأمي عليا ،ان كل معنى يرد في مقالتي هذه سمعته هاتفيا من صديقي المرشح المذكور ،وهو وأنا ،كنا في كامل قوانا العقلية،والله على ما أقول شهيد”وبعد:
بينما كان الكاتب بعد الساعة الحادية عشرة ليلا ،البارحة ليلة السبت ،جالسا بثياب الصيف على بلكونة شقته يأكل “أكواز الصبر”البارد ،ويُداعب النسيم العليل قذلته ومسامات جسده ،رن هاتفه دون سابق موعد من قبل المرشح عن الدائرة الثالثة للإنتخابات في محافظة اربد الصديق “حمودة ابو السعيد”،طالبا المساعدة في إختيار شخصيات لتشكيل قائمته في ضوء تسارع الوقت!

وقد تمنى الكاتب على صديقه المترشح إياه لو يترجل ويحفظ صحته وسلامة قلبه وماله وحاضر ومستقبل أولاده في ضوء التكاثر الجرثومي لعدد المرشحين في دائرتنا بطريقة خيالية ،وأن ذلك لن يجعل أي منهم يفوز بالرجل اليسرى للمقعد الأخير للدائرة المذكورة!لكنه كعادته أبى وأكد بإصرار وعناد أنه نازل كي يثبت لهم، انه سيحصل على اصوات اكثر مما سيحصلون كلهم معا!

مقالات ذات صلة

ولمّا اراد الكاتب أن يستفزه لعله يتراجع عن مشواره الإنتحاري ،بالقول له :ان الحكومة لن تكون معك!!هاج الرجل وكشف سرا خطيرا ،لايستطيع من يعمل في الإعلام أن يصبر على كتمانه البتة!!فحواه قوله –لا فضّ فوه- :”سوف اقلب البطاقات الإنتخابية من داخل الصناديق في المزار والحصن بإسمي”!!
– وكيف يا رعاك الله يكون ذلك؟(قال الكاتب)!
– “سوف أتصل بصديق الهندي الذي كان يعمل معي في الشركة في دولة الإمارات قبل أكثر من ربع قرن”(قال المرشح)!
– طيب شو علاقة الهندي صاحبك بصناديق انتخابات دائرتنا ؟(رد الكاتب)!
– “صبرك علي شوية! الإنتخابات لعبة قذرة ،وأنا ساكون أقذر منها!!رايح أستغل خبرة صديقي الهندي بالسحر من اجل قلب النتنيجة”(رد المرشح)! واضاف واثقا من نفسه:”بس بيني وبينك:صديقي الهندي وزميلي في العمل آنذاك كان لمّا نكون في وقت الفراغ يخلّي الحجارة تنط وتلعب لوحدها!!”و…
– قاطعه الكاتب بدهشة :”كيف تلعب الحجارة لوحدها؟”
– “مرة قال لي صديقي الهندي:شو رأيك أخلّّي الحجارة تلعب ؟ فقام وتمتم ،فما رأيت سوى حجر يركب على آخر”!!!!(قال المرشح)!
لم يتمالك الكاتب نفسه ،وكاد أن ينتقل للرفيق الأعلى من شدة الضحك ،والعطاس و”الخنان” فهرب دالفا للمطبخ واغلق خلفه باب البلكونة، من اجل إحترام راحة جيرانه وشعورهم ،ولئلا يتهمونه بالجنون،كمت إتهمه من قبل، نفر من شباب قبيلته من المصنفين ب”الجهابذة” على خلفية انتقاداته لسلوكيات وظواهر وقيم عامة بين اوساط الديرة!!

لم يترك المرشح ابو السعيد ،الكاتب او يشفق عليه، بعدما كاد ان ان يموت مخنوقا ! بل أضاف معلومة جديدة عندما قال :”أنت تعرف أن الهند في الماضي فازت بكأس العالم بكرة القدم ،بعدما ذهب مع فريقها نفر من السحرة ،جعلوا الفطبول(الكرة) يصير يلعب ويروح وييجي لحاله !وكانت النتيجة خمسين هدف لصالح الهند ولا هدف للفريق المقابل”!!! وهنا صار الكاتب ينط ويطيح عدة مرات إلى أن فرّغ شحنة القهقه لئلا يتمزق قلبه وصدره!لكن قميصه الجديد إمتلأ بالعطاس والسوائل !!

لم يقف الأمر عند هذا الحد! بل أكد مرشح ديرتنا ابو السعيد “ان مديرة مدرسة اقسمت سوف تؤمن له الف وخمسمائة صوت حرمة وبنت”و أن “عشيرة ابو مايها” الكريمة والعريقة ، وعدته بألف وخمسمائة صوت من المخيم او عشيرستان والحصن وايدون،بعد تعزيتهم بفقيد لهم مؤخرا” و”الميّه الراكدة فيها عدد كبير من الحوّامات التي تقتل السبّاحين ،لكنني أنا متنبّه لها كلها”!! و”انا أتحدى يجيب كل مرشحي ديرتنا خمسمائة صوت”و”أنا اتوقع لي خمسة آلاف صوت”و “إن الكتلة الناجحة هي من تجمع ثلاثة آلاف وخمسمائة صوت في ضوء ان نسبة المشاركة بالتصويت لن تتجاوز خمس وثلاثين في المئة”! ! (عينّة من آراء المرشح الصديق حمودة ابو السعيد ،ينقلها الشاهد السامع دون رتوش ،وإذا ماشك احد في أي منها ،فليتصل بنفسه بصاحبها ويتأكد منه شخصيا)!!) .
mzubidi@philadelphia.edu.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى