”لا قصصهم تعرق ولا هوسه تخجلهم”

”لا قصصهم تعرق ولا هوسه تخجلهم”
جمال الدويري

كان هناك في العراق، شيخا كريما من شيوخ القبائل، اشتهر بالكرم، درج ديوانه الكبير، على تقديم ثلاث وجبات يوميا، للضيوف والمحتاجين، وكان لديه قدران كبيران لاعداد الطعام، احدهما للحم والاخر للأرز، وفي احد الصباحات، جاء طباخو الديوان للشيخ يصيحون ”الجدر انباق”، اي سرق القدر، فطلب منهم الشيخ ان يطلقون صوت المهباش لجمع الناس، ولما التم الجمع، تحدث بهم الشيخ قائلا: ان احد قدريه قد سرق وان السارق يقف بالجمع، وعيب ان يسرق القدر ليبيعه، وليته اراد ان يطبخ به كرما، فقام الجمع باطلاق النار والتهويس، اي الغناء المشجع لكلام شيخهم، اما الحرامي فقد تصبب عرقا، وانصرف الى شركائه بالسرقه، يحدثهم عما سمع وجرى في ديوان صاحب القدر، فقرروا بعد ان خجلوا جميعا، ان يعيدوا القدر الى صاحبه، وقد فعلوا، معتذرين للشيخ على فعلتهم، مؤكدين على توبتهم النصوح.
الله على حرامية زمان، كانوا يعرقون اذا انكشف امرهم ويندمون، اما حرامية اليوم وأبطال الفساد، فلا قصصهم تعرق ولا هوسة تخجلهم، حسب العراقية الدارجة، وفي لهجتنا الأردنية المحكية: لا حيا ولا دخان جلة، اما لغة الضاد الفصحى فتقول: لا يندى لهم جبين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى