هل يتخلى الاردن عن مخداته في جنوب سوريا

هل يتخلى الاردن عن مخداته في جنوب سوريا

عمر عياصرة

اثارت الرعاية الاردنية لعملية تبادل الاسرى بين نظام الاسد وفصائل المعارضة الموجودة في الجنوب السوري، تساؤلات كبيرة عن اتجاهات الدولة الاردنية المستقبلية من الازمة السورية.
هناك تحولات في الموقف الاردني من الازمة السورية، وهناك تعريف جديد لطريقة تعاملنا معها، واذا ما اردنا البحث عن اسباب ذلك، فهي بسيطة وغير معقدة، فالامر الواقع وتحولات الميدان فرضت علينا ان نعيد توجيه الزوايا بما يتناسب مع مصالحنا وامننا الوطني.
الاردن تعرّف المشهد السوري الان، بانه يتجه نحو انتصار لمحور ( روسيا – ايران – النظام- حزب الله )، وتلاحظ دولتنا ان كلا من ( واشنطن والرياض ) تقبلان وتتكيفان مع هذه النتيجة، حتى اسرائيل باتت اكثر قناعة بانتصار الاسد وبقاء ايران في الجوار.
كما ان الضغوط السعودية والاميركية التي مورست علينا سابقا بشأن مواقفنا من الازمة السورية لم تعد بالقدر السابق، فهناك تخلي سعودي عن الحالة السورية، وهناك توافقات اميركية روسية قد توفر لنا هوامشا معقولة للعمل الانفرادي.
من جهة اخرى، يشعر الاردن بانه صاحب انجاز ذاتي في بعض الملفات، تحديدا فيما يعرف بوقف اطلاق النار في الجنوب السوري، حيث هناك غرفة مشتركة تجمعنا مع الروس والاميركان في عمان، هدفها المراقبة والعمل على تثبيت الهدوء على حدودنا.
كل ما يريده الاردن هو حفظ امن حدوده من خطر داعش، وان لا تكون هناك ميليشيات طائفية بالقرب منا، وهي اهداف ممكنة في اطار التطورات الجارية الان، وحتى قضية عودة اللاجئين يمكن البدء فيها على نحو معقول.
من هنا تبدو اوراقنا واتجاهاتنا اقرب للتنسيق مع النظام السوري، فالوقائع على الارض تفرض بعضا من ذلك، لكن السؤال المهم سيكون عن مصير الفصائل السورية الموجودة في الجنوب السوري، كيف سيتم التعامل معها، هل سنرمي بها قربانا للظروف، ام ثمة مخطط معقول لادماجها في اللعبة، ام ان الامر فوق طاقتنا وهو رهن بتفاهمات «موسكو واشنطن «.
المخدات في الجنوب السوري خدمتنا طوال عمر الازمة، وكانت جزء من مشروع دفع الضرر عن حدودنا، ومع الاقرار بتغيير المعطيات، الا اننا نتمنى ان نكون اخلاقيين في تعاملنا مع خواتيم المشهد.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى