يا مدارس يا مدارس !

يا مدارس يا مدارس !
عبدالمجيد المجالي

ليتني أستطيع مرافقة الطلبة الى مدارسهم صباح الغد، ليتني أعود طالباً ينتظر الحصة الأخيرة بفارغ الوجد، ليتني أقاسم زميلتي قلبي مثلما قاسمتني المقعد، ليت المعلمة تتفهم عشقنا فتنقلنا إلى الدرج الأبعد، ليت أغنية موطني تصيبني بالقشعريرة كما أيام الطابور، ليت ذنوبي تعود صغيرة ولا تتجاوز سرقة الطبشور.. ليت أحد الزملاء يوجه لي تهديداً مفاده “إستناني بعد الترويحة”.. ليتني أتلقى (قتلة) صريحة ، ليت المديرة تُعينني مبعوثاً لدفتر الحضور والغياب، ليتني أنهمك في توجيه شقيقتي حول الطريقة المثلى لتجليد الكتاب، ليت ثقل الحقيبة مبلغ وجعي وقهري،ليت واجب النسخ أكثر ما ينقض ظهري.. ليت أقصى أمانينا توقفت عند عروسة (الزيت والزعتر )، ليتنا بقيناا طلاب ابتدائي ولم نكبر !

يفيض بي الحنين إلى هناك : الى زيارات أمي المفاجئة لمدرستي، والى دموعي تتوسلها ألا تتركني فريسة لما تبقى من حصص، الى قلب لم يخفق لغير حصة الرياضة، وإلى براءة يشبعها ما تيسر من قصص، إلى المعلمة تأمرني أن أدير وجهي للحائط كأقسى أنواع العقاب، وإلى المثالية والتصرفات الحسنة المتجلية في دروس (باسم ورباب)!

ليتني (أتمارض) من جديد فيصرف لي الطبيب المناوب (أمي) إجازة مرضية،ليتني أُشفى بمجرد أن تبدأ فقرات الإذاعة المدرسية ،ليتني أرافق أمي إلى محلات الخضار والدجاج فيخمش الفرح قلبي وكأني أوتيت كتابي بيميني، ليتني أقايض يوماً طفولياً بما تبقى من سنيني !

مقالات ذات صلة

#عبدالمجيد_المجالي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى