ونحن بشر أيضاَ

مقال الاثنين 1-5-2017
النص الأصلي
ونحن بشر أيضاَ
شكراً لدولة الإمارات العربية التي أعادت للأذهان العبارة الصحية الإنسانية التي نسيناها منذ زمن : “غير صالح للاستهلاك البشري” عندما أبدت ملاحظتها على بعض الخضروات التي ننتجها وتنتجها أربع دول عربية أخرى والتي تظهر ارتفاع نسبة المبيدات الكيماوية بشكل لافت..علماً أن الخضار المعدّة للتصدير هو الأجود والأصلح والأنقى و”وجه البكسة” الزراعية المحلية فماذا نقول عما نأكله نحن وما تدور به “بكمات الخضار” على مدار الساعة ويقطف من المزارع إلى بطوننا مباشرة وهل هناك رقابة صحية وغذائية ومخبرية لتقيّم صلاحيته للاستهلاك البشري وكم تبلغ نسبة الكيماويات والهرمونات فيه يا ترى؟؟؟ ..
برغم الألم من الناحية التجارية ووجع “الضربة” التصديرية ونزول سمعة منتجاتنا الزراعية في الخليج الا أنني مضطر لأن أقول لدولة الإمارات شكراً مرة ثانية لأنها ذكرتنا أننا بشر أيضاَ..شكراً لأن هناك حكومات في الوطن العربي ما زلت تهتم بصحة مواطنيها بغض النظر عن مبدأ الربح والخسارة والروزنامة التجارية والعلاقات الأخوية التي يصرعنا بها المسؤولون خلف منصات المؤتمرات الصحفية..
**
بالمناسبة المسالة لم تتوقف عند تلوّث المنتجات بالمبيدات الحشرية فقط…خذوا مثلاً منذ بداية شهر نيسان و”البكمات” تلف بــ”البطيخ” و”الشمام” و البيع “ع السكين” بينما العكّوب ابن الربيع لم ينضج بعد..بأي منطق وتحت أي ظروف مناخية تباع فاكهة شهر تموز في بواكير نيسان؟؟..صحيح ان الوزارة تعهّدت بإتلاف أي محصول يباع قبل أوانه لكن هذا التوعّد ظل “حبرا على ورق” فــ”الفغم” كان ” شغّالاً على ودنه”..هل تستطيع وزارة الزراعة أن تقنعنا أن بطيخ نيسان وكل ما يتم شراؤه وتناوله خالٍ من الهرمونات؟؟..كيف نضجت هذه الفاكهة في هذه الظروف ومن يراقب ما يباع في الأسواق المركزية؟؟..ولنكن أكثر صراحة الكثير من الأصناف الزراعية تخضع لتسريع هرموني ..إذا لم تصدقوني اتركوا أي حبة “كوسا” في الثلاجة بعد يومين ستجدون “شواربها” أطول من “شوارب” أبو صياح بزمانه..كيف كبرت وتضخّمت بهذه السرعة؟؟!.
أكثر ما يؤسفني أن القلق الرسمي الذي التي رافق نبأ توقيف تصدير منتجات الخضار إلى الإمارات وقطر كان قلقاً على الخسارة التجارية بالدرجة الأولى أما صحّة الإنسان هنا وماذا يأكل وماذا يقدّم إليه وما هي الخطوات القادمة لحمايته والحفاظ على صحته فهذه تأتي بالدرجة الثانية شأنها شان شحنات القمح المدعمة بالفئران المجففة والتي نصرّ على سلامتها وصلاحية تناولها وان التلوّث ضمن الحد المسموح به!…

أنا متأكد أنني “شارب” مبيدات بحياتي وبنكهات مختلفة أكثر من “الشنينة” نفسها !

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. مقال مجحف بحق المزارعين بطيخ نيسان انزرع في الاغوار حيث الشتاء صيف و لا يوجد شيء اسمه هرمونات اما المبيدات فهذه الوحيده الصحيحه

    1. هل اختلف شتاء وصيف الاغوار عن الثمانينات يا صديقي !؟وهل انت مطلع!!

  2. شكرا. لاهتمامكم باثاره موضوع ظل يقض مضاجع الكثيرين بين مصدق ما يسمع وخاصه من بعض صحافيو هذا البلد الطيب الذي يتلقى ضربات في الصميم وهو بامس الحاجه لمن ياخذ بيده وخاصه قطاع من هذا المجتمع كان دوما يتلقى الضربات بصدره الاعزل وقواه تخور من كثره ما تعرض له نكبات ونكسات والكل يحمل عليه. في الشتاء والصقيع يدفع الثمن. من ثورات الطبيع وظلم الحياه وينتظر الربيع عله يعوض بعض ما عانى الا ان السهام تنهش حياته بمثل ما تفضلت به وغيرك من استعمال للهرمونات والمبيدات والواقع غير ما تصورونه وتلوكون باقلامكم ي المزارعين الخاويه. وللعالمين باحوال الزراعه وعلومها فان عالم الزراعه المتطور دوما يطرح انواع مختلفه من الانتاج فيها المبكر جدا والمتاخر وهذا ليس بجديد ولا خاف على من يطالع العلوم وتطورها ان ما يبذله هذا المزارع المطعون دوما …… وهو الاكثر عطاءا واقل حظا لهو احق بتقدير كافه اطراف المجتمع واولهم الصحافه . والمطلع على احوال الزراعه في العالم ومشاكل الملوثات سيجد ان منتوج هذا البلد الذي يجب على كل مواطن ان يفاخر به ويعتز بما ينتجه هذا القطاع رغم ضعف الامكاناتوظلم ذوي القربى. انتقوا الله في هذا البلد وهذا القطاع قبل ان يصبح مواطننا يبحث عن اشباع حاجاته بالمستورد الباهظ الثمن والاقل جوده ………

  3. الاجواء في الاغوار الجنبوية مؤهلة لانتاج البطيخ في شهر اذار وشهر نيسان
    من الطبيعي ان تطور الزراعة عما كانت عليها خلال فترة الثمانينات ……..
    اما موضوع الهرمونات فهو شيء من الخرافة ولا يوجد شيء اسمه هرمونات تقوم بتكبيير حجم الثمار ابدا
    المبيدات موجودة ولكنها لها فترة امان على المحصول وعادة ما تكون 3-7 ايام

  4. أحد المعلقين قال لا يوجد شيء اسمه هرمونات تقوم بتكبير حجم الثمار …. أخي الكريم في كتاب الاحياء للصف ثاني ثانوي علمي ورد في موضوع الطفرات مادة تدعى كولشيسين يستخدمها المزارعون لتكبير حجم الثمار كالفراولة .. اذا هذه حقيقة علمية ندرسها لطلابنا فكيف تنفي وجودها ؟؟؟

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى