عَنفصة
د.ناصر البزور
كثيراً ما نقول في لهجاتنا المحكية الجميلة: فلان “معَنفِص” أو فلان “بِعَنفِص” لوصف سوء خُلُق وسلوك الشخص جسديّاً أو لفظيّاً 🙁
والعنفصة عند الفلّاحين كلمةٌ تُستخدم لوصف سلوك الحمير عند الغضب وحالات ونوبات سوء المزاج… فالحمار عند الغضب يتبلّد أو يُدير ظهره ويبدأ “بالمعاقطة” وهذه المعاقطة أيضاً بحاجة إلى تفسير لغوي في منشورات لاحقة 🙁 فإذا عنفص الشخص وعاقط فما عليك سوى تركه والابتعاد عنه بقدر الإمكان فلن ينالك منه سوى أذى نهيقه أو ألم رفساته… 🙂
ولتأصيل المسألة بشكلٍ علمي فقد جاءت في المعجم الوسيط لفظة ‘عِنفِص’ لتعني “المرأةُ البَذيئَةُ، القليلةُ الحياءِ، والقليلةُ الجسمِ، الكثيرةُ الحركةِ، الخَبِيثَةُ، والقَصِيرَةُ المُخْتَالَةُ المعْجِبَةُ، والسَّيِّئة الخُلُقِ…” 🙁
وقد توسّع اللفظ في دلالاته وظِلاله ليشمل الذكر والأنثى…والأفراد والجماعات… 🙂 فبعض ‘أصدقاء’ الفيس والواتس بعنفصوا دون سبب… وبعض المسؤولين بعنفصوا دون مُبرِّر… وبعض الأقارب بعنفصوا دون عذر… والحياة أحياناً بتعنفِص دون عِلّة … 🙂
فكم من عِنفِصٍ وعنفوصٍ ومُعنفصٍ نرى كلّ يومٍ في تعاملاتنا اليومية… 🙁 فمَن أراد أن يُعنفص فليُعنفص بعيداً عنّا… 🙁 كفانا الله ووقانا وإيّاكم شرور المعنفصين
