حكومة خلف خلاف
علي الشريف
منذ ان كلف الملك الدكتور هاني الملقي بتشكيل الحكومة الاردنية استمعت وقرات كتاب التكليف السامي لاكثر من مرة والذي كان يتحدث عن عدم المساس بالطبقة الوسطى والمحافظة على حياة كريمة للناس وعدم ارهاقهم ومن ثم ضمان حرية الراي
الحكومة قامت بعكس الاشياء كلها فلم تطبق اي شيء في كتاب التكليف متذرعة بصندوق النكد الدولي وعندها عدت وقرات ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي والمقتبس من تقرير للصندوق نشر على موقعه فوجدت ان الحكومة قامت بعكس ما ورد بما انها في الحالتين تعمل خلف خلاف ..او خالف تعرف.
رئيس الوزراء نفسه اعلن اكثر من مرة ان اي اجراء اقتصادي تتخذه الحكومة سيكون الاخير وبان ولن يمس الطبقة الفقيرة ولا المتوسطة ..وبالتالي فان عمل الرئيس خلف خلاف وكلام الليل للاستهلاك وتمحوه الاجراءات .
صراحة انا لا افهم كثيرا بالشان السياسي واتابع ما يرد من تقارير وبعض المقالات الخارجية كوني لا ايمان لدي باي شيء داخلي يسحج للحكومة .وايضا فانني لا افهم باي اجراء سياسي الا من خلال ما يكتب من بعض المختصين الا انني ومن خلال ما تابعت لم اجد التزاما حكوميا واحدا بكتاب التكليف او حتى بقرارات وتوصيات صندوق النكد الدولي الذي اصبح شماعة هذا اقتصاديا اما سياسيا فصدقا اقول الحكومة ما الهاش دخل.
وحتى في مسالة الحريات وضمانه حرية التعبير فان الحكومة لم يعد لها شيء الا تطوير القوانين التي تلغي الحرية وتغليظ العقوبات والغرامات وكاني بها لم يعد لها شيء الا ان تخيط افواه الناس او تكسر اصابعهم وهذا يعني ان الحكومة بتحكي شي وبتعمل شي ثاني .
بصراحة نحن امام حكومة تعمل حسب مبدا خلف خلاف فالطبقة الوسطى تذوب والفقراء باتوا في الشوارع في هبة رمضان حتى الاغنياء لم يعد يعنيهم ما تفعله الحكومة وحتى جلالة الملك قال في اجتماعه مع لجنة السياسات انه من الغير مقبول ان يتحمل المواطن وحده تبعيات كل شيء ..ورغم كل ذلك فان الحكومة ذان من طين وذان من عجين حتى وصل الاحتقان ذروته .
وحتى النواب ثارت ثورتهم رغمان الثقة بهم مش ولا بد فهم يستعرضون كثيرا على اوجاعنا …اما الاعيان فيا دوب حسن الختام …حتى الاعلام بات ينهض ضد كل القرارات …رغم انه لا زال يضع صوركم في الصفحات الاولى لكن حديثه عبر الصفحات الرسمية يختلف عما يقال خارجها.
وعلى ما يبدو ان اصرار الحكومة الغريب والعجيب على فرض قانون الضريبة ورغبتها الجارفه الغير طبيعية باستمرار رفع الاسعار خلفه ما خلفه ونحن لا نعلم ما هي الاسباب والمسببات التي تدفع الحكومة باتخاذ مثل هذه الاجراءات التعسفية والثقيلة بحق المواطن والتي ارهقته تماما حتى وصلت به الى مرحلة صدام مع الحكومة من خلال الشارع.
صارحونا فلا تتعنتوا ولا تلعبوا لعبة كسر العظم مع الشعب فعظمه قاسي وافيدونا وللمرة المليون نناشدكم بان تكشفوا لنا حقائق نجهلها ان كان هناك حقائق وان تكشفوا لنا الواقع الاقتصادي دون ان تجعلوا من صندوق النقد الدولي شماعة تعلقون عليها كل شيء بعد ان فرغنا من الشماعات الاخرى التي ارتكنت عليها حكومات سابقة لتظليل الراي العام وتجيشه فقط على اشخاص فقادتنا الى الهلاك .
اذا كان ثمة خطر حقيقي على اقتصادنا فالشعب لا يمكن ان يسمح له بالانهيار لو قدم الغالي والنفيس لانه شعب وطني من الاف حتى الياء وطنيته في العظم وموغلة حتى النخاع الشوكي لكن لا تقولوا لنا برنامج تصحيح ومطالب..وعلاقتنا مع صندوق النكد..وما فييش رواتب …مش رح نصدق .
وعلى سيرة الرواتب .هل يعقل انه وفي غمرة كل هذا الاحتقان ان يخرج شخص مسؤول في الحكومة ليقول لن نتمكن من دفع جزء من الرواتب وكاني به يصب الزيت على النار .. يعني ما بدنا نخلص من التصريحات الفوضوية وكان الوزير بلعب يا نصيب ان صابت صابت وان خابت خابت وكلها خيبات من فات وسكر الباب وراه حتى قصة الرواتب .
اخيرا .. لسنا ضد الحكومة لكن ضد الضبابية في المواقف وضد التصريحات المخجله وضد الهروب المستمر للخلف وضد تكميم الافواه …وضد التطنيش للشعب وضد مبدا خلف خلاف بدكم الصراحة ولويش الكذب والله كلنا ضد الحكومة …وقلم قايم
