هدنة قطاع غزة تترنح.. وكتائب “القسام” تستعد للرد

سواليف

حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لا تريد حربا جديدا في قطاع غزة ، والقيادة العسكرية الاسرائيلية تؤكد على الرغبة نفسها، ولكن مع اقتراب الصيف، ومرور عامين على الحرب الاخيرة (اب/اغسطس 2014)، يبدو ان الطرفين سينزلقان اليها، اذا استمرت حالة التوتر على جانبي حدود القطاع.
السيد اسماعيل هنية رئيس الحكومة في القطاع قال في خطبة الجمعة التي القاها اليوم في مسجد مدينة دير البلح “ان حماس لا تريد حربا ولكنها لن تسمح باستمرار التوغلات الاسرائيلية”.
الغارات الاسرائيلية تتواصل على قطاع غزة، ويصل تعدادها الى 15 غارة في اقل من 48 ساعة، واحداها ادت الى استشهاد سيدة مسنة، واصابة شابين آخرين، والذريعة الرد على الانفاق والقذائف الصاروخية والمدفعية من القطاع باتجاه المستوطنات الاسرائيلية الجنوبية.
سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعيش حاليا حالة من “الهوس اسمها “انفاق حماس″، والقيادة السياسية فيها تخشى من عمليات فدائية من خلالها تهز المجتمع، وتكشف نقاط ضعف القيادة العسكرية، واكذوبة امتلاكها اجهزة تكنولوجية قادرة على كشف هذه الانفاق.
استطاعت سلطات الاحتلال اكتشاف نفقين حتى الآن بعمق ثلاثين مترا، الاول بسبب اعترافات احد المعتقلين تحت التعذيب، والثاني، نفق قديم جرى استخدامه في عملية انزال في احد المستوطنات اثناء الحرب الاخيرة قبل عامين، حسب ما اكد متحدث باسم الجناح العسكري لكتائب القسام، وهذه الكتائب لا تعرف الكذب.
الهدنة في قطاع غزة تلفظ انفاسها الاخيرة في ظل عودة الغارات والتوغلات، واستمرار الحصار، وانحسار الاهتمامين العربي والدولي بمعاناة مليوني فلسطيني تحته.
جناح القسام العسكري يتعرض لضغوط مكثفة من قيادته السياسية بالتزام التهدئة وعدم التصعيد لتجنب الحرب، ولكن هذا الجناح الذي طور قدراته العسكرية والتدميرية يرى الامور من زاوية اخرى، وقد لا يجلس متفرجا على انفاقه، وهي تدمر الواحد تلو الآخر.
سلطة الاحتلال الاسرائيلي فشلت في جميع حروبها الثلاث الاخيرة ضد قطاع غزة في القضاء على المقاومة، ودفعت ثمنا باهظا من هيبة جيشها، وادواتها العدوانية العسكرية المتقدمة، ومن غير المعتقد ان تكون حربها الرابعة، وفي حال اقدامها عليها، افضل حالا.
رجال “القسام” هم الذين يحددون ساعة الصفر، ويختارون متى يطلقون الرصاصة الاولى، ولكنهم مستعدون في الوقت نفسه لكل الاحتمالات الاخرى، ومن بينها خيار بدء العدوان الاسرائيلي.
استسلام العرب، وتراجع الاهتمامين العربي والدولي بالقضية الفلسطينية، وتواطؤ السلطة في رام الله مع الاحتلال من خلال التنسيق الامني، كلها لا تعني ان ابناء قطاع غزة، واشقائهم في الضفة وفلسطين المحتلة عام 1948، سيستسلمون في وجه توغلات البلدوزارات، والدبابات، والغارات الجوية الاسرائيلية وشعار هؤلاء “الرب واحد والعمر واحد”، والايام بيننا.
“راي اليوم”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى