فلَّاح في عمان / د . عبدالله البركات

فلَّاح في عمان
لا تختلف عمان بالنسبة لي عن القاهرة او الدار البيضاء او حتى كوالالمبور او فينا وستوكهولم وبرلين كثيراً. فكلها عواصم ومدن غريبة أضيع فيها بسهولة ويتفضل علي الشاب جوجل ايرث ابن العم جوجل الكبير بإخباري اني في شارع كذا وقرب الشركة كذا وكذا، وكأن ذلك يعني شيئاً بالنسبة للفلاح الربداوي الذي لا يحتاج ان يذهب الا الى جامعة اليرموك وشارع الهاشمي. وان حدث ان خرج من محافظات الشمال فهو باتجاه المطار اما مسافراً او مستقبلاً او مودعاً كما كان شأني اليوم. ولقد سولت لي نفسي اليوم في طريق عودتي وزوجتي من المطار ان اخترق قلب العاصمة الجميلة، وأزور ما يسمى ببوليفارد العبدلي لأول مرة. (العبدلي بالمناسبة كان المكان الذي لعبت فيه وانا ابن اربع سنين. كنا نسكن قرب قصر العدل الحالي وكانت عمان حينها اقل ازدحاماً وتقدماً معمارياً ومدنياً من اي قرية اردنية اليوم) . وعودة الى مغامرة اليوم، ولكي لا اظلم الشاب جوجل ايرث فقد نبهني اني فعلاً بالقرب من المَعْلَم الشهير. ركنت السيارة في مرأبٍ قريب ودخلنا المكان المرموق والشاب اللطيف يقود خطواتنا خطوة خطوة. طبعاً كان دخولنا من المول المجاور حيث مواقف السيارات المجانية. انتهى بي المطاف في احد المطاعم (الشعبية) كما يوهمك اسمه (زعتر وزيت)حيث تناولنا افطاراً بسيطاً ولا تسألوا عن الفاتوره، لكي لا يسمع صاحب صاحبي اللي حكيت الكو عنه امبارح. ونحن نغادر المكان تقدم مني شاب لطيف واستأذن ان يلتقط لي صورة ويقدم لي وردة باسم فضائية كراميش التي تحتفل بميلادها العاشر. ربما ستشاهدونني على القناة. وكل زيارة لعمان وانتم بخير.
كتب جمعة حمّاد رحمه الله قبل نصف قرن كتاب عنوانه (بدوي في لندن) يصف فيه حاله في اول زيارة له لعاصمة الضباب وهأنذا اكتب عن فلاح في عمان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى