حكومة آخر موضة / علي الشريف

حكومة آخر موضة

اعجبني الحوار الذي كان بين دولة رئيس الوزراء وبين مجموعة من الشباب حول الوضع الاقتصادي والذي دعا فيه دولة الرئيس الشباب الى التقشف وربط الاحزمة وشدها . وبصراحة فان اكثر ما اعجبني هو حالة التقشف الذي ظهر بها رئيس الوزراء من خلال ارتدائه لبنطلون جينز لا اعرف نوعة وهل اشتراه من البالة او من السوق ام كان احضره معه من امريكيا ابان رحلته العلاجية.
دولة رئيس الوزراء دعانا للتقشف وقد نسي او تناسى اننا تجاوزنا مرحلة التقشف لنصل الى مرحلة التكشف والتعري التي لم تعد تنفع معها لستر العورة حتى ملابس الاخ طرزان وبان التكشف الذي نعيشه وصل الى مرحلة الادمان ..
وفي نفس الوقت وبعد اربعة وعشرين ساعة من دعوته يصدر قرارا بالموافقة على شراء سيارات مرسيدس بسعر 58 الف للسيارة .. لرؤساء البلديات موديل سنتها…وعلى ما يبدو ان الشعور الانساني عند الحكومة وحالات السماط من كراسي السيارات القديمة التي كان يركبها رؤساء البلديات هي الدافع لمثل هذا القرار…وهي السبب بما الت اليه البلديات من خبايص ويبدو ان رؤساء البلديات عندنا مقطوع وصفهم خزاة العين.
مالها الكيا والهونداي اليست سيارات بمواصفات انيقه .. وقليلة الصرف وصيانتها قليلة وقطع غيارها متوفره حتى عند محلات بيع الدواجن… ام ان المرسيدس يمكن ان تجلب الراحة لعطوفة رئيس البلدية الاكرم ونرى انجازات خارقه يقودها من خلف الشباك الاسود.
مطلوب من الشعب ان يتقشف بينما المسؤول مطلوب منه ان يتمختر باموال الناس وتعبهم وكدهم فهذه السيارات سيدفع ثمنها من جيوب الناس سواء بالمخالفات او الترخيص او المسقفات او غيرها من ضرائب تفرض دون وجه حق ..
وهذه السيارات كلفة تشغيلها مرتفعة ومصروفها اكثر ارتفاعا اذا ما علمنا ان السيد رئيس البلدية سيقضي النهار يجوب الشوارع ليس للاطلاع على احوال الناس انما ليرى الناس بان عطوفته راكب مرسيدس موديل سنتها .
مطلوب من الشعب ان يتقشف وهو وحده فقط بينما الرواتب الخيالية والمصاريف الحكومية والمياومات والطشات والسفرات والسيارات لا تندرج تحت هذا المطلب بل ان ادراجها غير وارد ضمن التفكير الحكومي.
ويبدو ان التقشف في الاردن اخر موديل .واخر موضه فالحكومة تتقشف بشراء سيارات فارهة اما الموديل الاهم هو ان تكون عاريا تعرض مفاتنك حتى توفر لخزينة الدولة والبلديات سيارات فارهة يركبها البعض ويتمخترون فيها هم خلف الشبابيك السوداء ينظرون الى عرينا بينما نحن لا يمكن ان نراهم.
عندي سولافه ثانية عجبتني حتى انني سخسخت وقحمشت من كثر الضحك وهي حوار الشباب مع بعض المسؤولين انا مش عارف كيف واحد من اجيال سيدنا ادم يريد ان يحاور شابا في عصر الانترنت .
.. انا لم اعد افهم كيف لكاتب من ايام الكتاتيب وايام ما كانت الكتب تكتب على جلد الخرفان يريد ان يخاطب ويحاور جيلا منفتح اعلاميا الى درجة ان كل شيء مكشوف حد الفضيحة.
مشكلة نحن حد الفشل في التعاطي مع كل شيء . فالحكومة فاشلة حتى في الاقناع لاي قرار وهي اكثر فشلا في الحوار مع الشباب فالذين يحاورون لو كان لهم القدرة على فعل شيء ما وصلنا الى حالنا هذه .
وقمة فشلها تبرز في تعاطيها الاعلامي فهي حتى اختارت اشخاصا يدافعون عنها وهم بالاساس يحتاجون لجيوش حتى تدافع عنهم …وبتطلع الحكومة وبتحكيلك الشباب هم املنا .واصغر شب بحاور الشباب من عمر سيدنا ادم.
للامانه فان حكومتنا اخر موضه حتى ان اكبر مصممي الازياء في العالم عجز عن اللحاق بها فهي تعتقد ان الاقناع بالتقشف ياتي من خلال لبس بنطلون جينز او جاكيت خفيف والانطلاق نحو مجموعة مرتبه مسبقا للنقاش معها ومن ثم شراء سيارات فارهة والمصيبة بدهم يقنعونا انهم صح.
بدكم الصراحة انا عجبني بنطلون جينز الريس ..بس نفسي اعرف الماركة والنوع والصناعة …وهل هذا اللباس يندرج ضمن التقشف ..ام التكشف ..ام التخويث …ام ان الريس كان ناوي يروح يشوي بالغور وما لحق يغير الوعية.
عزيزي دولى الرئيس علينا ان ندرك ان ثمة وعي كبير في الشارع الاردني وبان الافلام الهندية لم تعد مرغوبة فسايق عليك النبي لا تنقلنا للاكشن .. انت شايف الوضع مش متحمل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى