التجّار خائفون

مقال الإثنين 4-2-2019
التجار خائفون
لقد أوصيت على “دزينتين بيجامات” وتشكيله من الألوان التقليدية “أزرق وزهري” بالإضافة إلى طواقي صوف يتدلّى من قمتها خيط وكرة من القطن..كتلك التي يلبسها الأجداد عند سرد الحكايات المسلّية لأحفادهم آخر الليل…حيث سأقوم بتسليم طاقم الحكومة كل على مقاسه واحدة من هذه البيجامات لأنها الأنسب لهم في هذه المرحلة خصوصاً عند التصريحات والتحدّث عن المشاريع..فالأجواء مثيره جداً للخيال ونبرات الأصوات عامل مهمّ لاجترار النعاس..
**
بسرعة البرق أقرّوا قانون الضريبة وحملوه بصينية من ذهب حتى يرضى عنهم صندوق النقد الدولي، وأصبح القانون ساري المفعول منذ بداية 2019، بعض المسؤولين يتحدّث عن تطبيق نظام “الفوترة” خلال أسبوعين ،والتجار والمؤسسات والشركات لا يعرفون حتى اللحظة ماذا تعني “الفوترة”؟ وما مفهوم “الفوترة”؟ وكم ستكلّفهم ؟ وهل هي قابلة للتطبيق على نشاطهم التجاري؟..ولا أحد من الجانب الحكومي الحكواتي يكلّف نفسه بالردّ على أسئلة التجار والمواطنين وأصحاب المصالح..التفكير بالتحصيل وكم التحصيل طغى على أي تفكير آخر كآلية التحصيل وإمكانية التحصيل وعدالة التحصيل…بهذه الخطوة تشبه الحكومة تماماً البلدية التي تخالفك ثم بعد المخالفة تنصب شاخصة ممنوع الوقوف…
**
البعض يسأل بارتياب عن رقابة الحكومة لمشروعه التجاري عن طريق نظام الفوترة ؟ وكم سيؤثر ذلك على نشاطه وكيف ستحتسب الحكومة نسبة أرباحه؟ أحياناً بعض التجار يضطرون للبيع برأس المال أو بخسارة لغايات “التكييش” وسد المصاريف العاجلة فهل ستضع الحكومة ضريبة على الخسارة أيضاَ؟..ثم أن كثيرا من المصالح لا تستطيع أن تخضعها للفوترة..محلات الخضار الكبيرة هل سيضع “برا كود” على كل رأس فجل وضمة بقدونس..ثم كيف سيدخل يومياَ مئات الأصناف ويخرجها ويحسب التالف والمفقود..ثم إذا استحلى زبون “قرن موز” واكله على سبيل الذواقه..هل يخصم من الضريبة أم تحاسب عليه الحكومة..
بعيداً عن السخرية، القطاع التجاري كله قلق من هذه الخطوة..والبعض صرّحها دون تردد، انه سيغلق المصلحة ويجلس في البيت او يبحث عن مكان وبلد أكثر أريحية يترك هامش للكرامة في العيش والشعور بالاستقرار ، وألا يحسّ أنه متّهم ومراقب تحت القبضة البوليسية الضريبية..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. “مسؤولون” يخونوا الوطن بوقاحة ودون أدنى حياء من الله والوطن والناس..

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى