وطن على صفيح ساخن / زكريا البطوش

وطن على صفيح ساخن

كما هي أوطان العُرب أوطاني من الماء إلى الماء كلها على صفيح ساخن، بفعل مؤامرات دنيئة تارة باسم إسلامنا العظيم، بدءوها بما سمي بالقاعدة ولما لم ينجح مشروعهم بالشكل الذي أرادوه، أعادوا طبخ الطبخة وغيروا اسمها واستبدلوا القاعدة بـ داعش، وبدأو بمكرهم بصيغة وأسلوب اكبر، وبطغيانهم يعمهون، والباطل فيهم ثابت وراسخ رسوخ الجبال .

لقد أوهمونا بما سمي بربيع عربي زائف خططوا له في مطابخهم، وصدق الكثير منا ذلك ولم ندري انه ربيع مدنس بنجاسة الخراب والدمار الذين لا زلنا وربما سيطول بنا المقام لدفع ثمنه إلى أن يشاء الله .

لعمري أن امتنا إن لم تعد إلى رشدها وصوابها ودينها وقيمها، وتتوقف عن اللوم وتصحو قبل فوات الأوان، فستبقى في مستنقع الجهل والخبائث الذي أُعد لها بعناية من أعداءها .

كفانا ما مضى ودعونا نُحيي الضمائر وننشر الوعي بكل ما أوتينا من قوة وعجلة، فهذه الأمة إن لم تعد لجادة الصواب فلن تقوم لها بعد اليوم قائمة إلا بمعجزة، وكما نعلم فإن زمن المعجزات قد ولى ورحل إلى غير رجعة .

أعداؤنا يخرج المكر والخبث والدهاء من بين ترابهم وترائبهم، ونحن للأسف وحكامنا لهم مصدقين راكنين ومنتظرين نصرًا لم ولن يأتي منهم بل بفعل أيدينا وتوحدنا بعد الله إن عدنا لما كان عليه سلفنا الصالح بأن النصر مع الإعداد وتوفيق من لطيف خبير فهلا فقهنا وعملنا بما علمنا ؟

أعود لوطني الأردن وكما ذكرت هو ليس استثناء عن بقية أقطار وطننا العربي الكبير الذي أصبح أسمه الشرق الأوسط الجديد، وظني أنه أشرّ شرق على مدى التاريخ أو بات هو الشرق الأوسخ على وجه البسيطة .

في الأردن هناك فئة من أولئك الذي يجلسون على كراسي الحكم والتحكم في صنع القرار وبغير مكان فإن المراقب والمتتبع لمجريات الأمور يلحظ بكل بساطة أنهم ينحدرون وينحرون الوطن من الوريد إلى الوريد ويسارعون في ذلك وكأنهم في عجلة من أمرهم بإسقاط هذا الحمى إلى الجحيم كما يعاني جيرانه من ويلات الخراب والدمار والموت الزؤام لا قدّر الله .

وعليه فإن لم يتدارك صاحب الأمر ومن هم محيطون به ومستشاريه وأصحاب الكلمة المسموعة عنده فإن السفينة تغرق، ولم يعد من الصواب القول أنها توشك بل هي تسارع إلى مالا يُحمد عقباه، ولم يعد في الوقت بقية ولا مجال للانتظار فالبديل هو الانتحار .

اللهم هل بلغت اللهم فأشهد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى