الرغبة

الرغبة / #كامل_النصيرات

صحوتُ من النوم فاقداً الرغبة بالكتابة رغم إني يجب أن أكتب..و بعد قليل اكتشفتُ إنني فاقدٌ الرغبة بمتابعة مواعيدي؛ رغم إني يجب أن أتابع ..و بعدها بقليل اكتشفتُ أيضاً إنني فاقد الرغبة بالذهاب للحمام رغم إني يجب أن أذهب..!! كل هذا يهون مع اكتشافي العظيم بإنني فقدتُ الرغبة في الرغبة نفسها ؛ رغم أن الرغبة نفسها هي الحياة ..
الذين يقدمون على الانتحار أو يحاولون ..يا تُرى ؛ ألم يفقدوا الرغبة و صارت كلّ آمالهم بالفرج محبوسة في مغارةٍ مجهولة لا يعرفون لها خريطةً أو بوصلة ..؟! الذين نرى وجوههم الكالحة في شوارع بلادي كلّ يوم ..أتراهم وضعوا الرغبة جانباً و انطلقوا بلا رغبات لأن الرغبات توقظ الأحلام فيهم ..؟!
من قادنا إليه بلا رغبةٍ و فصل الرغبة عنّا و جعل تفاصيل حياتنا تذوي على قارعة الانتظار المقيت ..؟ من الذي جعل لمّة العائلة لدينا لهاثاً و سعاراً و كأن الشياطين تنوب عنّا في صناعة الخير العائلي ..؟! من الذي تركنا في صحرائنا بلا اتجاهات و أسقط علينا بعد إغماءة كبرى (رشوشاً) يجعل الأب يقتل ابنه ..والابن يفعل الأفاعيل بأخته وأمّه ..و الواقف في الشارع يعود لبيته بمجزرة ..؟ من الذي أفقد هؤلاء الرغبة في الرحمة و الرغبة في استقامة التفكير و الرغبة في الفطرة الانسانية ..؟!
ما الذي فينا ..؟ وماذا سيحدث لنا ..؟ وما هذا الخوف الذي يسكن ثنايا أشيائنا ..؟ ومن الذي يضع الرعبَ في حواسنا الست ..؟ من الذي يريدنا دون مستوى البشر ؟؟!
من الراغب في رغبتنا ويراها خطراً عليه ..فاستطاع أن يوجه سهامه إليها و يقتلها فينا ولكنه ما استطاع للآن أن يقتل فينا الرغبة ..؟! فضجّوا أيها الراغبون في العودة للحياة و املأوا حياتهم صخباً كي يعود لكم الهدوء..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى