وصفة الخراب الإرهابي الشامل / مهند أبو فلاح

  • وصفة الخراب الإرهابي الشامل
  • مهند ابو فلاح

الهجومان الانتحاريان اللذان وقعا بالقرب من مطار كابول الدولي قبل بضعة أيام اعطيا منحا ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية / ولاية خُراسان دعاية إعلامية هائلة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية .

الولايات المتحدة التي بدأ أن انسحابها من أفغانستان هو هروب و فرار أكثر منه أي شيء آخر خاصة و أنه تم في ظل هجمات مكثفة دامية استهدفت جنودها و أوقعت بينهم خسائر بشرية فادحة شهدت ردود أفعال صاخبة غاضبة على هذه الهجمات الدموية و لم يكن مستغربا اطلاقا أن يطالب النواب الجمهوريون المعارضون للرئيس الديمقراطي جو بايدن باستقالة هذا الأخير من منصبه على خلفية هذه الهجمات و قراراه بالانسحاب من أفغانستان .

على أية حال فإن الدعاية التي حظي بها التنظيم الإرهابي الذي يسعى جاهدا لسحب البساط من تحت أقدام حركة طالبان التي قاومت الاحتلال الامريكي ببسالة على مدار عشرين عاما في وسائل الإعلام المختلفة استخدم هذه العمليات لتقديم اوراق أعتماده لدى شريحة من العناصر السلفية الجهادية و كوسيلة لاستقطابها باتجاهه في ظل متغيرات توحي بأن هذا التنظيم يشق طريقه ليصبح مصدرا للازعاج والفوضى للحركة الإسلامية الاشعرية الباحثة عن تثبيت أقدامها و توطيد دعائم حكمها في بلاد يبحث شعبها عن الأمن و الاستقرار بعد عقود من الحروب الطويلة التي استنزفت مواردهم المالية والبشرية على حد سواء و هو الأمر الذي يغفل عنه كثير من الباحثين و المختصين في شؤون آسيا الوسطى .

خسائر حركة طالبان كانت أضعاف الخسائر الأمريكية الناتجة عن هذه الاعتداءات الإرهابية و المؤكد أن طالبان مستهدفة من هذه الهجمات أكثر من أي طرف آخر و أنها ستسعى جاهدة لمكافحة تنظيم ولاية خراسان الإرهابي بكل ضراوة انطلاقا من إدراكها أن هذا التنظيم يسعى جاهدا لخلق المتاعب لها قبل أن يتسبب بحدوث غزو اجنبي لافغانستان على المدى المنظور على غرار ما تسبب به سابقا تنظيم الشباب المجاهدين في الصومال للمحاكم الشرعية الإسلامية التي كانت عامل أمن واستقرار في بلاد عصفت بها الحروب الأهلية تماما كما حدث في أفغانستان من قبل .

مقالات ذات صلة

اوجه الشبه بين الشباب المجاهدين و تنظيم ولاية خراسان كثيرة فكلاهما تابع لما تسمى بالقاعدة و كلاهما سيشكل عامل قلق و اضطراب خارج الحدود الدولية لبلاده ليصبح تنظيما إرهابيا خطيرا على النطاق الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي على الصعيد الصومالي و منطقة آسيا الوسطى على الصعيد الأفغاني و كلاهما يلجأ إلى خطاب اعلامي متطرف يزاود على الحركات المقاومة للاحتلال الأجنبي ليشكل وصفة فوضى و خراب .

وصفة الفوضى و الخراب التي تنتقم بها الادارة الأمريكية من الفصائل المسلحة التي سبق لها أن قاومت الاحتلال الامريكي هنا و هناك ستشكل عاملا في إفشال اي مشروع لبناء دولة ءامنة مستقرة في أفغانستان و تحويل البلاد إلى مرتع خصب للإرهاب و هو أمر حدث في أجزاء واسعة من القطر العراقي الشقيق في أعقاب فشل الاحتلال الامريكي في السيطرة على المحافظات الشمالية الغربية من بلاد الرافدين قبل الزج بتنظيم داعش الإرهابي في تلك المناطق المنتفضة و توظيف هذا التنظيم الاجرامي ليكون رأس حربة في تصفية تنظيمات المقاومة العراقية الباسلة و ذريعة و حجة في تدمير البيئة الحاضنة لهذه المقاومة و تهجير سكانها و تغيير المعالم الديموغرافية لمناطق قضت مضاجع الغزاة الامريكان و أربكت حساباتهم و عملائهم الصغار و كبدت قواتهم الآلاف من القتلى .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى