ردا على الكاتب أحمد الخشان / راتب عبابنة

ردا على الكاتب أحمد الخشان

في مقال له على في موقع “جلعاد” الإخباري الإلكتروني بعنوان “شكرا معالي باسم عوض الله….” اشتط كاتب المقال السيد أحمد الخشان وأسهب في مدح المدعو باسم عوض الله وجعل منه آيقونة اقتصادية لا يشق له غبار في عالم الإقتصاد الناجح والمتنامي والمشاريع التنموية الرابحة وكأنه الدر الثمين الذي يطلب منا كاتبنا تقديره.

ويصفه بـ “الشخصية السياسية – الاقتصادية البارزة و الذكية جدا… هو شخصية اقتصادية من الدرجة الأولى…. و يتمتع أيضا برؤية مستقبلية للاقتصاد و كيفية تطويره و العمل على حل معظم المشاكل الاقتصادية لدينا في المملكة.”
لا ضير أخي أحمد بوصفك له بالشخصية الإقتصادية والسياسية، أما أنه صاحب رؤيا كفيلة بحل مشاكلنا الإقتصادية، فهنا نختلف مع طرحك واختلافنا ينبع من معطيات ونتائج وآثار عايشناها ونعيشها الآن. فقد كان نجمك الذي تتغنى ببطولاته الإقتصادية وقدراته النادرة هو من أسس لمشكلاتنا الإقتصادية والمالية من عجز وديون يصعب سدادها إلا بمعجزة.
عندما تنقل صاحبك بين الوزارات المعنية بالتعامل مع الإقتصاد، ما الذي حل باقتصادنا ومقدراتنا؟؟ أذكرك إن كنت ناسي. الإقتصاد انهار والمقدرات السيادية بيعت بأثمان زهيدة وقد ثبت جليا للجميع كم من المردود كان يمكنها أن تعود به على الخزينة وهي مؤسسات وطنية بنيت بالظروف الصعبة.
ألم يكن صاحبك من مهد باقتدار ومن خلال نفوذه ونجوميته للإفقار وتشريع الديون الثقيلة؟؟ هب أنك ستقول كان جزءا من حكومات وقراراته اتخذت بموافقة مجلس الوزراء، فلم تحميل المسؤولية له فقط؟؟ سؤال مشروع. ألم يدير شؤون وزاراته وكأنه ملك متوج يحتاج زملاؤه واسطة لمقابلته والتحدث معه بشأن مخصصات وزاراتهم وما يحتاجون من تعاون من قبله حيث تقتضي حاجة العمل؟؟
أليس هو عراب الخصخصة التي صوّرها منقذا للضائقة وإذا بها لعبة وحيلة استعصت على الحل؟؟ فلماذا لم تثمر مشاريعه وبرامجه ولم نلمس نجاحها وهو شخصية اقتصادية من الدرجة الأولى كما تقول لكي نقر بمدحك الذي يشابه مدح الشعراء العباسيين للخلفاء؟؟ هل تريدنا أن نجربه مرة أخرى وقد خبرناه في الماضي القريب وما زلنا نعاني وندفع ثمن تنظيراته؟؟ تقول الحكمة المجرب لا يجرب.
ثم يلجأ الأخ أحمد للإستخفاف وقول الحق الذي يخفي باطلا من شدة إعجابه بنجمه ليقول ” أليس وضعنا الاقتصادي في المملكة يستوجب علينا شكر و تقدير كل من ساهم وأدخل و لو دولارا واحدا كاستثمار للأردن ، و احترام كل من يساهم في تحسين وضعنا عن طريق انشاء الشراكات و افتتاح المشاريع العملاقة و تحسين اقتصادنا الوطني!!”
أتفق معك أخي بوجوب شكر وتقدير كل من يدخل دولارا للأردن، لكن من أضاع مئات الملايين من الدنانير على الأردن والأردنيين وبنى القصور الكسروية التي أثمانها تماثل أثمان قصور الأثرياء في بروناي ودول البترول، ما قولك بهذا النوع من المسؤولين؟؟ هل تريدنا أن نكيل له المديح والثناء على ما سببه وأسسه ونفذه دون مراعاة من ضمير أو وازع ديني؟؟
ويواصل كاتبنا سرد تغنيه بأمجاد نجمه ليصفه بسؤال استنكاري نصه ” أليس هو رجل المرحلة المناسب !؟؟” ناسيا أو متناسيا أن لا يصلح العطار ما أفسده الدهر. نقر له بالذكاء والدهاء كما تصفه. ولو لم يكن كذلك لما انطلت أجنداته المهلكة لعدة سنوات وبعدة وزارات على الجميع!!!! لكنه ذكاء تم استخدامه للوصول لمخرجات يصعب علاجها والتغلب عليها.
فمهما أعطي من فرص لتبرير عودته من الجهات الرسمية ومن خلال من يمجدونه ويعتبرونه مهاتير الأردن، فلن ينسينا كل ذلك أنه ساهم بمأسسة الفساد من خلال سلطاته وتنفذه وحيازته على الثقة المطلقة التي استغلها أسوأ استغلال.
لذا من باب أولى، أنصحك بالرجوع للوراء قليلا لتعلم أن نجمك قد أساء للأردن كثيرا وسبب للأردن أذى كبيرا وحملنا أعباء لا تحتمل مما يجعلنا نختلف معك.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى