اللامركزية.. أزمة فهم / عمر عياصرة

اللامركزية .. أزمة فهم

حتى الآن لم اسمع عن مرشح لموقع المجالس المحلية «اللامركزية» تمكن من الحديث أمام جمهور الناخبين بشكل متماسك أو مفهوم عن الموقع الذي ترشح له.
نعم هناك أزمة فهم من الجميع لطبيعة التجربة وماهيتها، ونشعر حين نستعرض أسماء المرشحين وشعاراتهم، أننا أمام انتخابات تمهد لمجهول سوف يتم التعامل معه في حينه.
حدثني احد المرشحين، أنه حضر ندوة في ديوان إحدى العائلات في عمان، قدمتها موظفة حكومية، تحدثت فيها عن اللامركزية، وكان انطباع المرشح أنها زادت الطلاسم عمقا، وأنه يشك في فهمها «أي الموظفة» لطبيعة اللامركزية.
إذا، دعونا نعترف أننا أمام تجربة ضبابية، وان احتمالات النجاح مشكوك فيها، وان هناك أسئلة كبيرة عن سبب قبول الحكومة بهذه الصيغة، أهي قناعة إصلاحية أم مجرد استجابة لرغبة المرجعيات؟
نتذكر تماما ما قاله المخضرم رئيس الوزراء السابق عبد الرؤوف الروابدة بحق القانون، حيث انتقده بشكل لاذع، وأشار في حينه إلى أنه مجرد مجلس يقتصر فيه دور المحافظين على تلقي شكاوى المواطنين، وانه مبهم وفيه اضطراب كبير.
مشكلة كبيرة ألا يفهم مرشح أو عضو مقبل للامركزية طبيعة عملها، وحتى بعد قراءة القانون، تراهم ما زالوا لا يدركون الغايات من التجربة ولا يعرفون صلاحياتهم وكيف ستسير الأمور؟
أنا شخصيا، اشك في حاجتنا لمجالس المحافظات، فالأردن «ململمة» بشكل لا نحتاج به الى صيغة لامركزية كالتي يروج لها، وأخشى ما أخشاه أننا في طريقنا الى مجالس لا رائحة فيها للامركزية، بل هي اقرب الى «مركزية المركزية» وتنفيعات جديدة وأعباء على الموازنة لم نكن بحاجة لترفها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى