كُنا زمان وكان زمان احلى
كان لدينا اذاعة يتيمة واحنا اولادها وأمها وأبوها تبدأ بموال صباح الخير لسليمان عويس وتنتهي بهمس الليل لبتول عباسي وكل الأردن تسمعها
اليوم عندنا عشرات الأذاعات الرسمية والخاصة وما حاد سامع الا ما ندر
كان لدينا تلفزيون واحد بقناتين تبدأ السهرة بنشرة اخبار فليتزم اهل البيت بالصمت لسماع الأخبار والرجل هو السيد حتى لو كان فقيرا مثلي وما اجمل صوت مُقدم البرامج الملك يتحدث اليكم فيعم الفرح والصمت
واليوم التلفزيون ديكور في زاوية البيت وفوقه مزهرية وغُبار كثيف مع غياب الصوت الجميل
كان لدينا اسطول نقل كانت الرحلة بين عمان والزرقاء ممتعة تستقر بك في وسط البلد قبل ماراثون الكوستر والأفانتي قبل الإستهتار بالطريق والوطن
كانت الجريدة تشترك بفنجان قهوتنا لنبحث في المُلحق الثقافي عن خالد الكركي وفخري قعوار وبدر عبد الحق وجورج حداد
وكانت معاصر الزيت تُنتج الزيت بدون رفده بزيت الذرة والزيت اكثر نقاء قبل غياب الضمير كان الزيت اطيب ولونه كلون عيون صبية اكملت العشرين
زمان كان لدينا سجن الجفر المُخصص للسياسين والأحزاب المعارضة قبل ان يكون لدينا سجون منشرة على مساحة الوطن وقبل ان ترتفع نسبة الجريمة وقبل ان يكون لدينا خمسون حزب تحت جناح الدولة تُغدق عليها اموال طائلة فتلتزم الصمت
زمان كُنا نحترم الرغيف قبل ان تلجاء احدى بلديات الوطن بوضع حاويات خاصة للخبز الذي نقذفة من الشبابيك وقبل ان تهددنا الحكومة برفع الثمن اضعاف
زمان كانت المدارس الحكومية منارة للتربية والتعليم قبل ان نسحب العصا من يد المُعلم ونعطيها للطالب وقبل ان تنتشر المدارس المولات زمان كانت الحياة اسهل وابسط واجمل وكُنا اكثر نقاء ووفاء وانتماء للوطن
