وراء الخبر

وراء الخبر
د. هاشم غرايبه

أعلن أمس في #تركيا عن ابطال مفعول متفجرة كانت معدة للتفجير أثناء إلقاء ” #أردوغان ” خطابا في جنوب تركيا.
شياطين الإنس لا ينامون، ومهما خابت جهودهم الشريرة، فهم عن محاولة الإيقاع بالأخيار لا يسأمون.
فقد كشف باحثان غربيان في تقرير لهما، صدر عن معهد (Quincy Institute)، كشفا النقاب عن وجود منظمة في الولايات المتحدة تعمل في الخفاء تحت مسمى “مشروع الديمقراطية في تركيا”.
وأقطاب هذه المنظمة هم صقور الإدارات الأمريكية المعروفون بارتباطهم الوثيق مع “أيباك”، وبعدائهم الشديد للإسلام، وعلى رأسهم “مارك والاس” السفير السابق لإدارة جورج دبليو بوش لدى الأمم المتحدة، والذي يرأس في الوقت نفسه “مشروع مكافحة التطرف ” (CEP)، ومنظمة “متحدون ضد إيران النووية ” UANI ومعه “فرانسيس تاونسيند” التي كانت مسؤولة ملف الإرهاب في إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن، والسيناتور السابق المتشدد “جوزيف ليبرمان” الذي كان من أكبر المروّجين للحرب على العراق، ومنهم أيضا “جون بولتون” مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وبولتون هذا يتباهى دوما بعدوانيته الشديدة للمسلمين.
وبيّن التقرير اعتمادا على السجلات الضريبية أن هذه المنظمة تلقت تبرعات بقيمة (101 مليون دولار) بين عامي 2016 و2019، ومن أكبر الممولين لهذه المنظمة هو “توماس كابلان” الذي يحتفظ بعلاقات تجارية وخيرية واسعة النطاق، وبعضها علني، مع دولة خليجية غارقة في مستنقع التطبيع.
وقد أورد الباحثان وثائق هي مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني المسربة التي صدرت قبل بضع سنوات، ويعتقد أنها من حساب سفير خليجي في الولايات المتحدة، وتظهر هذه الرسائل سعي الشبكة التي يقف وراءها “كابلان” و”والاس” للحصول على تمويل، وفي إحداها شكر من “تاونسيند” للسفير على التبرع السخي.
من المضحك حقا أن يتباكى الغرب على الديمقراطية في تركيا، مع أنها النظام السياسي الوحيد في الشرق الأوسط الذي وصل الحكم، منذ عام 2003 ، بانتخابات ديمقراطية نزيهة، وليس بانقلاب عسكري كمصر، ولا بالتوريث كسوريا.
وتركيا حاليا هي البلد الوحيد في هذه المنطقة الذي يتقبل التعددية السياسية، وتتنافس فيه الأحزاب بحرية تامة، وتأتلف برامجيا، وتشكل أغلبيات حقيقية.
والسؤال متى اهتمت أمريكا وأذنابها بحريات الشعوب وحقوقهم؟.
ومنذ متى يقلق الغرب على مراعاة الديمقراطية في تركيا، التي عانت طوال القرن العشرين من تسلط العسكر على حكمها، والذين نصبوا أنفسهم حراسا للعلمانية فظلوا بالمرصاد لخيارات الشعب، وكلما اختار المعارضين الإسلاميين، أبطلوا خياره بانقلاب عسكري أو قضائي، في تناقض مفضوح لادعائهم بحق الشعوب في اختيار منهجها.
أليست علمانيتهم الكاذبة تدعي أنها مع حق الإنسان في اختيار معتقده ودينه؟.
لماذا إذاً تنقلب عليه إن اختار الإسلام دينا وأراده منهجا؟.
هكذا تنكشف الأباطيل وتسقط البراقع المزينة، فالأمر لم يتغير منذ ناصب أجداد الغرب (الرومان) هذه الأمة العداء عندما انتهجت الإسلام، وبقي العداء ثابتا لكن تغيرت الأساليب.
تطورت الأدوات كثيرا لكن جوهر العداء بقي كما كان …يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، من قبل أن يصل الى ديارهم فيحدّ من مكاسبهم الجشعة.
والحرب ذاتها عبر القرون، سواء استخدمت فيها أدوات التدمير والقتل كالحرب على الإرهاب، أو أدوات التخريب المجتمعي بالمنظمات غير الحكومية، وبحجج زائفة متقنعة بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والمثليين.
أو باستئجار العملاء المحليين الحاقدين على منهج الأمة، منهم من يبثون السموم ويوقعون الإحباط والخذلان لترويج الإستسلام والخنوع، وترك منهاج العزة والشموخ، ومنهم من يشن حربا اقتصادية لإضعاف قيمة العملة الوطنية، ومنهم من ينفذ جرائم الإغتيال والتخريب.
أو بإيكال أمر محاربة منهج الله والدعاة اليه الى أنظمة بائسة فرضوها على الأمة، هي تنتمي الى جيل الأنظمة الاستبدادية المنقرضة، التي باتت خارج منظومة العصر، وما أبقاها جاثمة على صدور شعوبها إلا استقواؤها بالعلاقة الآثمة مع الكيان اللقيط، وبحماته الأوروبيين.
هذه سُنة الله في الأرض.. سيبقى الحق والباطل في تدافع، لأنه بذلك تمتاز النفوس الخيرة التي تستحق عطاء الله الأخروي، عن النفوس الوضيعة التي تستبدل به ثمنا دنيويا بخسا.
لكن ما يطمئن النفوس المؤمنة، ان وعد الله حق، فمهما كان الباطل جبارا عتياً،… “وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا” [النساء:141].

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى