وتأكسدت لغة الحوار بإنما للصبر حدود

وتأكسدت لغة الحوار بإنما للصبر حدود

قاسم الزعبي


وبعد أن جهز سيارته للسفر.. وقرأ دعاء السفر.. أركب زوجته وبنيه… وعزم متوكلا… لاحظ أحد أصدقائه أن عجل سيارته (مبولن) أي فيه انتفاخ كما البالون.. ونصحه بأن يغير العجل.. إلا أنه استمر في تعنته و(كبّر راسه) وعزم على السفر…
بقي الصديق الناصح على أعصابه… خاصة بعد أن نصحه بأنك تحمل أرواحا غير روحك.. وما هي إلا ساعات حتى جاءه الخبر بأن المبولن قد انفجر وراح الحامل والمحمول ب(شربة مي)….
اليوم… وبعد أن اوصل الشعب رسالات مهمة ناصحا الحكومة وصناع القرار بأن عجل النهضة مبولن… وأن انفجاره آت… إلا أن صناع القرار والذين يدعون الحكمة أصروا إصرارا على عدم السماع أو الانتباه…
رسالة خطيرة جدا بأن يهان ويطرد رئيس الديوان الملكي… ورسالة أكثر خطورة بأن تخرج المحافظات دون تنسيق وترتيب في مسيرات ليلية كاسرة الحجر الجزئي وضاربة قوانين الدفاع بعرض الحائط…
عندما تتاكسد لغة الحوار وتصدأ.. وعندما يتخذ الشعب مبدأ(إنما للصبر حدود) هنا وجب على الدولة بكل أجهزتها واداراتها ورجالها أن تتنبه لخطر قادم يحيق بنا وبدولتنا…
كيف لا تتأكسد لغة الحوار وقد خرج سبعة وزراء ذات عصبية مؤتمرية وهددوا المواطن بكل عنجهية واستكبار.. وكيف لن يتأفف الشعب وقد رأى إقالة وزير التربية قبل استجوابه المقرر من قبل النواب.. .. وكيف لن يخرج الشعب بمسيرات وهو يرى أن الرجل المناسب في المكان غير المناسب… فالمهندس وزير اعلام… والعسكري وزير صحة.. ..وربما سنجد مسيحيا وزير اوقاف… وكيف لا ينفد صبر المواطن وقد خرج عليهم كبير الاعلاميين بلغة خجل القذافي أو بشار أن يخاطبا بها شعبهما…فحلق الشوارب عنوةً من الكبائر عند العرب… فما بالك بدحرجة الرؤوس…
اليوم.. وبعد نفاد أوكسجين الصبر.. أصبح من الضرورة بمكان ان يتنازل صلعان الدولة عن نظرتهم الدونية للشعب… ويعترفوا بسلطة الشعب ويتخلوا عن سلطويتهم… وأن يدركوا تمام الإدراك أن من يحقن بالكيماوي لا يخشى عملية اللوز…
تابعت كثيرا البثوث المباشرة للمسيرات.. وتعجبت من تناسق الخروج بين المحافظات رغم انعدام التنسيق والترتيب.. وأدهشني الكم الهائل من الناس المشاركين.. وهذا إن دل فإنما يدل على أن السلط حضرت في اربد.. وأن معان شيعت السلطيين.. وأن ذيبان تقلبت تعازيهم.. فلا البعد الجغرافي يثنيهم… ولا قوانين الدفاع ترجئهم…
أيها الحكماء… أيها المسؤولون… أخشى أن يقف الشعب عند قوله تعالى (رفعت الأقلام وجفت الصحف) وأن تقفوا انتم عند آية (لاتعتذروا اليوم)…

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى